الفصام هو حالة صحية عقلية تتضمن الانفصال عن الواقع، إلى جانب الأعراض التي تؤثر على التركيز والذاكرة، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من الذهان، والذي يشمل الهلوسة والأوهام. وقد يفقدون الاهتمام بالأنشطة المعتادة وينسحبون من حياة أحبائهم.
وفي الواقع يمكن لهذه الأعراض أن تكون لها تأثير بعيد المدى، حيث أن هذه الأعراض لا تجعل الحياة اليومية صعبة وتساهم في الضيق العاطفي وحسب، بل يمكن أيضًا أن تؤدي إلى العزلة أو مشاكل النوم أو تعاطي المخدرات.
وفي حال كان أحد أفراد أسرتك أو أي شخص عزيز عليك يعاني من مرض الفصام، فقد تتساءل عن أفضل طريقة لتقديم الدعم له، لذلك إليك من خلال هذه المقالة ست طرق للمساعدة، بالإضافة إلى بعض النصائح حول ما يجب تجنبه.
في البداية يجب أن تعرف المزيد حول مرض الفصام، فعندما تتعرف على أعراض المرض وتفهمها، فقد يصبح سلوك الشخص العزيز عليك أقل إرباكًا بالنسبة لك.
أعراض مرض الفصام
الأوهام أو المعتقدات التي لا تدعمها الأدلة الواقعية
قد يعتقد الشخص المصاب أن أحدهم يضع السم له في الطعام، أو أن هناك منظمة خارجية تتحكم في سلوكه، كما يحدث له حالة من الهلوسة أو الرؤية والسمع والشعور بأشياء لا يستطيع أي شخص آخر القيام بها، فقد يسمع موسيقى أو أصواتًا تقول أشياء قاسية، أو قد يرى حيوانات ليست موجودة بالفعل.
الأعراض المعرفية بما في ذلك صعوبة التركيز أو التحدث بوضوح
قد يستخد م الشخص المصاب كلمات أو عبارات لا معنى لها، أو يقول أشياء لا يمكنك فهمها أو يكرر نفس العبارات، كما قد يعتقد الشخص المصاب بالفصام بأنه شخص مشهور حقًا أو شخصية تاريخية أو دينية.
طرق دعم شخص عزيز عليك مصاب بالفصام
استمع وتحقق
عندما يصف أحد أحبائك هلوساته وأوهامه، قد تشعرين بعدم اليقين بشأن كيفية الرد، ولكن من الطبيعي ألا تعرفي ماذا تقولين، ولكن لا يزال بإمكانك التحقق من ارتباكهم وإحباطهم، حتى عندما لا تفهمي تجربتهم تمامًا.
وبدلًا من رفض هذه الأعراض على أنها أكاذيب أو قصص، تذكري الأشياء التي يرونها أو يسمعونها ويعتقدون أنها حقيقة تمامًا بالنسبة لهم، وضعي في اعتبارك كيف ستشعرين وكيف تريدين أن يدعمك الآخرون في حال كنت أنت المصابة.
اسأل كيف يمكن أن تساعد
قد ترغبين في القيام بكل ما في وسعك لتسهيل الأمور على من تحبين، وربما لديك الكثير من الاقتراحات أو النصائح بشأن التغييرات التي التي يمكن للشخص العزيز عليك إجراؤها لتحسين حالته، ومع ذلك فهو لا يزال لديه مساحته الخاصة وقد لا يحتاج أو يريد منك تولي زمام الأمور بالكامل، وبدلًا من ذلك اسأليه "ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدتك؟"، أو حاولي تقديم اقتراحات في نفس الوقت تجعله يشعر أنه المسيطر على الأمر.
مثال على ما سبق: "لقد لاحظت أنه لم يتبق لديك الكثير من الملابس النظيفة في الخزانة، على ما أظن أنه من الأفضل أن أبدأ بالغسيل من أجلك ما رأيك؟"
وفي حال قال الشخص المصاب بالفصام أنه لا يحتاج إلى المساعدة، فمن الأفضل احترام ذلك، طالما أن سلامته ليست في خطر.
ابق على اتصال
غالبًا ما تكون العزلة الذاتية والانسحاب الاجتماعي من العلامات المبكرة لمرض انفصام الشخصية، فقد يفقد الشخص العزيز عليك الاهتمام بالأشياء التي اعتاد الاستمتاع بها مثل العمل أو المدرسة، الهوايات، قضاء الوقت معك ومع الآحباء الآخرين.
وفي الواقع يوفر البقاء على اتصال مع أحبائك دعمًا اجتماعيًا وعاطفيًا مهمًا، حيث يمنح البقاء على اتصال أيضًا فرصة لتشجيعهم إذا بدوا مترددين في الحصول على الدعم أو مواصلة العلاج.
ساعد في وضع خطة للأزمات
بمجرد ظهورها، يمكن أن تظهر أعراض الفصام وتختفي طوال الحياة، ويمكن أن تؤدي وضع خطة لما يجب القيام به عند حدوث ذلك إلى تسهيل إدارة الأعراض إذا عادت أو ساءت، وقد تتضمن هذه الخطة أشياء مثل:
أرقام الأطباء النفسيين والمعالجيين وغيرهم من المهنيين
استراتيجيات للتعامل مع الضيق، بما في ذلك التمارين والحركة البدنية والتنفس العميق
أرقام الهواتف لجهات الاتصال في حالات الطوارئ
قائمة بالأدوية الحالية والمعلومات الصحية المهمة الأخرى
شجعه على الاستمرار في خطة العلاج الخاصة به
يحتاج الأشخاص المصابون بالفصام عادةً إلى علاج طويل الأمد ودعم من اختصاصيي الصحة العقلية، كما يمكن لأدوية الفصام أن تحسن الأعراض وتساعد في بعض الأحيان على منعها من العودة.
من ناحية أخرى، يمكن أن يساعد العلاج الأشخاص المصابين بالفصام على تعلم التعرف على علامات النوبة واستكشاف استراتيجيات إدارة الأعراض والضيق الذي تسببه، ويمكنك السؤال عن العلاج وتقديم الدعم بطرق إيجابية وداعمة دون الشعور بالانتقاد أو العجز.
قدم الدعم مع أهداف صغيرة
لا يجعل الفصام من الصعب التركيز والاستمرار في التركيز في العمل أو المدرسة، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على الدافع والقدرة على التعامل مع المهام اليومية بما في ذلك الأعمال المنزلية، الاعتناء بالنفس، التفاعل مع الأحباء.
لذا يمكنك تقديم الدعم للشخص المريض بالفصام من خلال مساعدته على:
- ابقاؤه نشيطًا بدنيًا من خلال التنزه معه في عطلات نهاية الأسبوع
- تشجيعه على تناول وجبات منتظمة من خلال إعداد العشاء سويًا
- العصف الذهني لروتين ليلي يساعده على النوم بشكل أسهل
- مساعدته في هوايات الاسترخاء مثل اليوجا أو الرسم بالألوان المائية
- تشجيع مهارات التأقلم الصحية مثل الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة التأمل اليقظ