الكوابيس من الأمور المزعجة التي تسبب لما القلق والإنزعاج الشديد خلال النوم، يعاني بعض الأشخاص من الكوابيس وقد يتجنب البعض النوم في حال ساءت الكوابيس التي يرونها عن الحد العادي.
وبقدر ما هي الكوابيس مزعجة للكبار قد يسأل البعض هل يرى الأطفال الكوابيس؟ وكيف يتأقلمون معها وكيف للعائلة والوالدين مساعدة أي طفل يعاني من كوابيس مزعجة تؤثر عليه بشكل كبير.
هل يرى الأطفال الكوابيس؟
تقول الدراسات ان الطفل يبدأ برؤية الأحلام من عمر السنتين تقريبًا، إلا ان الكوابيس تبدأ من عمر 3 سنوات، وتتأثر طبيعة الكوابيس وشدتها بحسب الحالة النفسية للطفل.
يرى الأطفال بشكل عام في كوابيسهم الحيوانات والحشرات سواء المفترسة أو الأليفة، وإذا كان الطفل يخاف من الحيوانات والحشرات فإن هذه الكوابيس تزداد شدتها.
قد يستيقظ الطفل وهو يصرخ بطريقة هستيرية ويبدأ بالتحدث عن وجود حيوان او حشرة على سريره، وهنا يحب على الأهل معرفة أن الطفل يعاني من خوف شديد من الحيوانات والحشرات والتعامل مع الأمر وعدم تهديد الطفل بهذه المخلوقات او زيادة نسبة الخوف لديه.
ومن الكواليس المكررة عند الأطفال رؤية "الحرامي" في أحلامهم، أو اختفاء احد افراد الأسرة وخاصة الوالدين "الأب أو الأم" وعادة ما تشير هذه الاحلام إلى مشاكل يعاني منها الطفل.
أسباب رؤية الأطفال للكوابيس خلال نومهم:
نقص الحب والحنان:
الأطفال بحاجة كبيرة إلى حنان واهتمام العائلة، وأي تقصير في هذا الأمر قد يؤثر عليهم نفسيًا بشكل كبير، ويؤثر اهمال الأهل للطفل وعدم منحهم الحنان والحب له على نفسيته بشكل واضح ويسبب له التوتر والقلق وهو ما قد ينعكس على احلامه.
قلة النوم والتعب:
قد تمر الأسرة في بعض الأحيان بظروف، تؤدي إلى انشغالهم عن الطفل وتحديد موعد نومه وفي حال لم يأخذ الطفل القسط اللازم من النوم فإن هذا الأمر يؤثر عليه ويؤدي إلى مشاكل في النوم.
المرض والأدوية:
في بعض الأحيان تكون الكوايس نتيجة ارتفاع درجة حرارة الطفل أو تعرضه لمشكلة صحية، وتناوله بعض الادوية، وهي مشكلة مؤقتة تنتهي بانتهاء الحالة المرضية التي يعاني منها الطفل.
التعرض لصدمة:
من الضروري الانتباه في حال تفاقم الأمر في الكوابيس التي يتعرض لها الطفل، حيث قد تكون إشارة او دليل على تعرضه لصدمة في المدرسة أو من شخص مقرب.
وفي حال زادت الكوابيس عن الحد الطبيعي وأصبح الطفل يراها بشكل مستمر ويستيفظ وهو يصرخ بشكل هستيري يجب على الأهل محاولة معرفة ما يتعرض له الطفل، ففي ببعض الأحيان قد تكون إشارة لتعرضه إلى تحرش جنسي او اعتداء جسدي لا يعلم عنه الأهل.
المشاكل العائلية والانفصال:
علاقة الأهل ببعضهم تؤثر بشكل كبير على الطفل، حيث ان رؤيته للمشاكل والمشاجرات والخلافات بين والديه يؤثر عليه بشكل كبير ويجعله دائم القلق مما يسبب له الكوابيس.
ويعتبر انفصال الوالدين من أكثر الأمور المؤلمة التي قد يمر بها أي طفل، وقد تؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة، تظهر بوضوح خلال نومه على هيئة كوابيس.
تخويف الطفل:
يلجأ الأهل في الكثير من الأحيان لتخويف الطفل من أجل عقابه، سواء بمخلوق مرعب أو حيوان شرس أو حتى بالتهديد بالضرب، هذه الأمور جميعها تؤدي إلى مشاكل كبيرة لدى الطفل على الأهل الانتباه لها وعدم اللجوء لمثل هذه التصرفات.
مزحات وكلمات غير مدروسة:
لا يعلم الاهل ان بعض الكلمات والمزحات غير المدروسة قد تؤثر على الطفل، قد تمازح الأم ابنها الصغير ان شقيقه لن يأتي بعد ذهابه إلى المدرسة، إو أن والده خرج من حياتهم، لكنها لا تعلم أن الطفل لا يميز بين المزاح والحقيقية وهذه الكلمات قد تتخزن في عقله وتجعله دائم الخوف من غياب أحد أفراد أسرته وتترجم في أحلامه.
كيف تجنبي الطفل الكوابيس؟
على الأهل منحه الحب والحنان والاهتمام، سماع جميع مخاوفه وعدم تسخيفها، الانبتاه إلى ما يقوله ويقلقه، في حال تفاقم الأمر وأصبح يصرخ بشكل ليلي على الأهل التحدث معه ومنحه القوة والأمان لقول ما يزعجه.
متى يجب على الأهل القلق؟
إذا شعر الاهل ان الأمر يزداد ويصبح بشكل مستمر وأن الطفل لا يتحدث بما يزعجه ويعيش حالة قلق ويستيقظ دائمًا في حالة انهيار وخوف، وفي حال لم يتجاوب معهم ويخبرهم بما يقلقه يجب عليهم زيارة طبيب نفسي واستشارته.