في حين أن الملح يحتاجه جميع البشر في وجباتهم الغذائية، إلّا أنه لا يجب أن يحصل عليه الأطفال بكميات كبيرة، وذلك لأن الكلى النامية لديهم ليست قادرة بعد على معالجة كل هذه الكميات.
وفي الواقع، قد يؤدي إعطاء طفلك الكثير من الملح بمرور الوقت إلى حدوث مشاكل صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وفي الحالات الشديدة والنادرة قد ينتهي الأمر بالطفل الذي يتناول كمية كبيرة من الملح في غرفة الطوارئ في المستشفى.
لذا من خلال هذه المقالة سنشرح كل ما تحتاجين لمعرفته عن الملح والأطفال، بما في ذلك مقدار الملح الآمن وكيفية معرفة ما إذا كان طفلك قد تناول الكثير من الملح.
أسباب الحد من كمية الملح التي يتناولها طفلك
إن الأطفال الذين يحصلون على الكثير من الملح من خلال وجباتهم الغذائية يمكن أن يواجهوا بعض المشكلات، حيث أن الكلى تكون غير ناضجة بعد، ولا تستطيع تصفية الملح الزائد بكفاءة مثل الكلى البالغة، ونتيجة لذلك قد يؤدي اتباع نظام غذائي غني جدًا بالملح إلى تلف كليتي الطفل، كما قد يؤثر النظام الغذائي الغني بالملح على صحة الطفل على المدى الطويل وبالأخص تفضيلات التذوق لديه.
وفي الحقيقة يولد الأطفال ولديهم تفضيل طبيعي للأطعمة الحلوة والمالحة، وقد يؤدي تقديم الأطعمة المالحة بشكل متكرر إلى تعزيز هذا التفضيل الطبيعي للطعم وبالتالي يصبح الطفل يفضل الأطعمة المالحة جدًا على الأطعمة الأقل ملوحة.
أخيرًا قد تؤدي النظم الغذائية الغنية بالملح إلى ارتفاع ضغط دم طفلك، حيث تشير الأبحاث إلى أن تأثير الملح في رفع ضغط الدم قد يكون أقوى عند الأطفال منه عند البالغين.
نتيجة لذلك، يميل الأطفال الذين يتغذون على أطعمة غنية بالملح إلى ارتفاع مستويات ضغط الدم أثناء الطفولة والمراهقة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة.
ما هي كمية الملح التي تعتبر آمنة للطفل؟
يعد الصوديوم المكون الرئيسي في ملح الطعام، وهو عنصر غذائي أساسي يحتاجه الجميع، ويستوفي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور احتياجاتهم اليومية من الصوديوم من حليب الأم والحليب الاصطناعي وحدة.
لذا على هذا النحو، يوصي الخبراء بعدم إضافة الملح إلى طعام طفلك خلال أول 12 شهرًا، ولكن بعد مرور العام الأول تختلف التوصيات قليلًا، حيث تعتبر هيئة سلامة الأغذية الأوروبية أن 1100 مجم من الصوديوم يوميًا (حوالي نصف ملعقة صغيرة) من ملح الطعام آمنة وكافية للأطفال من سن 1-3 سنوات.
كيف تعرفين أن طفلك تناول الكثير من الملح؟
إذا تناول طفلك وجبة مالحة جدًا، فقد يبدو عطشًا أكثر من المعتاد، كما أنه يجب أن تعلمي أنه من الصعب ملاحظة تأثيرات النظام الغذائي الغني بالملح على الفور، بل ستتم ملاحظتها مع مرور الوقت.
وفي حالات نادرة للغاية، يمكن أن يصاب الطفل الذي يأكل الكثير من الملح بفرط الصوديوم في الدم، وهي حالة يكون فيها الكثير من الصوديوم الذي يدور في الدم، وفي حال ترك الامر دون علاج، يمكن أن يتسبب بالتهيج والانفعال إلى جانب النعاس والخمول وعدم الاستجابة في النهاية مع مرور الوقت، أما في الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي فرط الصوديوم في الدم إلى غيبوبة وحتى الموت.
