عندما وصل شخص يدعى ديكلان تشان إلى هونغ كونغ عائدًا من زيوريخ بعد إقامته هناك لمدة 6 أسابيع، طلبت منه الجهات المسؤولة في المدينة ارتداء معصمًا أبيضًا مربوط بتطبيق "StayHomeSafe"، وكل ذلك قبل خروجه من المطار.
وقيل لديكلان أن يسجل في التطبيق بمجرد وصوله للمنزل، حيث سيبدأ العد التنازلي لمدة 14 يومًا فور تشغيل المعصم وربطه بالتطبيق، وأخبروه أن يمشي في جميع أركان شقته حتى يتمكن من التقاط موقع منزله وحصره.
وبينما تكافح دول العالم في سبيل الحد من انتشار فيروس كورونا، باتت العديد من الحكومات تلجأ إلى استخدام التكنولوجيا لمراقبة الحجر الصحي خاصة بالنسبة للأشخاص القادمين من الخارج.
وكان كيان الاحتلال قد وافق في الأيام الماضية على استخدام تقنية تتبع الهواتف المحمولة بهدف رصد الأشخاص المشتبه بمرضهم بفيروس كورونا، وفي العادة هذا الخيار يتم اللجوء إليه لمكافحة الإرهاب فقط، في حين أن تايلاند تمنح جميع الوافدين الجدد إليها بطاقة اتصال مجانية وتجعلهم يقومون بتنزيل تطبيق يتتبع مواقعهم لمدة 14 يومًا.
ولكن هناك مخاوف في الوقت الحالي من الإجراءات المستخدمة في تتبع واحتواء الوباء، وقد تمهد الطريق مستقبلًا لمزيد من المراقبة الحكومية على الأفراد.
وفي هذا الخصوص، قالت جينيفر كينج، مديرة الخصوصية في مركز الإنترنت والمجتمع في جامعة ستانفورد في تصريح لشبكة "CNN": "أعتقد أن السؤال قد يكون ما إذا كانت الوسائل تبرر الغايات..أريد أن أسمع مبررًا واضحًا لسبب تقديم بعض طلبات الحصول على بيانات شخصية، ولماذا لا يكون هناك طرق أخرى بدون التأثير على الخصوصية؟"
إن المعصم الذي ارتداه ديكلان تشان، هو واحد من بين 60 ألف معصم في هونغ كونغ والذي يهدف إلى السيطرة على المرض ومنع انتشاره بين المجتمع.
وكان قد تم تطوير المعصم للتأكد من أن الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي يقيمون في منازلهم بحسب ما ذكرت الحكومة.
وقال تشان صاحب الـ36 عامًا أنه لم يتم إخباره بصراحة بما سيحدث إذا خلع المعصم أو قطع الاتصال عن التطبيق، وذكر أيضًا أنه في حال خالف التعليمات أو قدم معلومات كاذبة لوزارة الصحة، سيتم تغريمه 644 دولارًا وستة أشهر سجن.
وقال متحدث باسم حكومة هونغ كونغ لشبكة ""CNN Business: "إذا تم حذف التطبيق خلال فترة الحجر الصحي ، فسيتم تنبيه وزارة الصحة والشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة"، وأضاف المتحدث إن المستخدمين أحرار في حذف التطبيق بعد 14 يومًا.
وكانت العديد من الحكومات قد عملت على تتبع ومراقبة الحجر الصحي في سبيل وقف الفيروس، في حين أن كافة التصريحات الرسمية تصر على أن هناك التزام بحماية الخصوصية للأفراد.
وقال المتحدث الحكومي: "إن حكومة هونغ كونغ تعطي أهمية كبيرة لحماية الخصوصية"، مضيفًا أن تطبيق التتبع الخاص بها لا يجمع أي بيانات إضافية من الهاتف الذكي الخاص بالمستخدمين، وإن جمع البيانات الشخصية في الحد الأدنى بهدف توفير الحجر الصحي والسيطرة على الأزمة بشكل صحيح.
وفي نفس السياق، تجري الحكومة الأمريكية أيضصا اتصالاتها مع صناع التكنولوجيا لاستخدام بيانات الأفراد وتتبع انتشار فيروس كورونا، حيث أكدت كل من غوغل وفيسبوك أنها تبحث عن طرق حاليًا لمشاركة البيانات والمساهمة في مكافحة انتشار فيروس كورونا الذي شل حركة دول العالم.