حذّرت منظمة حقوقية من ارتفاع كارثي في معدل زواج الأطفال، وأرجعت ذلك إلى تأثير جائحة "كورونا" على الأوضاع الاقتصادية في العالم.
وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" Save the Children إن هناك أكثر من 2.5 مليون فتاة قاصرة تواجه خطر الزواج المبكر بسبب "كورونا"، وتوقعت أن تصل معدلات زواج الأطفال إلى نسب غير مسبوقة في 25 عاماً، حيث أدى الفيروس إلى إغلاق المدارس ودخول قطاعات عريضة من العائلات تحت خط الفقر.
ووفقاً للدراسة التي كشفت عنها المنظمة، والتي جاءت بعنوان "الطفولة العالمية للفتيات 2020: كيف يتسبب كوفيد 19 في تهديد التقدم"، فإن ما يقرب من نصف مليون فتاة يمكن أن يتزوجن في سن مبكرة هذا العام فقط، في تحول سلبي للغاية للتقدم الذي تحقق على مدار عقدين، تراجعت فيه ظاهرة زواج الأطفال بشدة على الصعيد العالمي.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن هذه الظاهرة ستؤدي إلى ارتفاع إجمالي معدل زواج الأطفال إلى 12.5 مليون طفل في عام 2020.
وحذّر التقرير من العام الجاري يمكن أن يشهد انتكاسات لا يمكن إصلاحها، بالإضافة إلى إهدار التقدّم الذي تم تحقيقه في كبح جماح زواج الأطفال.
وتسبب "كوفيد 19" في عرقلة العملية التعليمية لما يقرب من 1.6 مليار طفل في العالم، وتشير منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى أن 10 ملايين طفل، معظمهم من الفتيات لن يعودوا مرة أخرى إلى المدارس.
وأكد أن هناك مليون فتاة، تحت 18 عاماً، سوف تتعرض للحمل خلال 2020، ما سوف يعرض حياتهم للخطر، حيث تؤدي عمليات الإنجاب إلى وفيات في صفوف الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 19 عاماً.
وقال التقرير إن أسوأ مناطق العالم التي تواجه تلك الظاهرة هي جنوب آسيا، حيث من المتوقع أن يتم إجبار أكثر من 200 ألف فتاة على الزواج المبكر، في ظل المعاناة الاقتصادية نتيجة فيروس "كورونا".
وتعتبر الهند، التي تضم ثلث الرقم الإجمالي لزواج الأطفال في العالم، من أسوأ الدول التي تتعرض لجائحة "كورونا"، على الصعيدين الصحي والاقتصادي. حيث سجّلت أكثر من 6 ملايين إصابة، لتحتل المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة، كما أن معدل الإصابات بالفيروس في الهند هو الأسرع عالمياً.
ونقلت عن "كيفين واتكنز"، الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية قوله: "تزايد خطر العنف والاستغلال الجنسي المقترن بارتفاع معدلات عدم الأمن الغذائي والاقتصادي، خاصة في حالات الطوارئ الإنسانية، يعني أن العديد من الآباء يشعرون أنهم لا يملكون سوى بدائل قليلة، من بينها إجبار بناتهم على الزواج من رجال غالباً ما يكونوا أكبر سناً".
ترجمة: محمد ثروت