مرض باركنسون هو اضطراب مزمن في الجهاز العصبي يتكون من مسارات من الخلايا العصبية التي ترسل وتستقبل الإشارات في جميع أنحاء الجسم.
ومنذ عام 2017، كان حوالي مليون شخص يعيشون مع مرض باركنسون في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.2 مليون بحلول 2030، وكل عام تزيد حوالي 60 ألف حالة جديدة في الولايات المتحدة فقط.
وفي التفاصيل، ينتج مرض باركنسون عن فقدان الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يسمى المادة السوداء، حيث تتحكم هذه الخلايا في إنتاج مادة الدوبامين الكيميائية، ويساعد الدوبامين في التحكم في حركة الجسم، ولكن عندما تتضرر الخلايا يتم إنتاج كمية أقل من الدوبامين.
وفي الواقع، هذه الحالة ليست قاتلة، ولكنها قد تسبب أعراضًا شديدة تؤثر على الحركة والتنقل اليومي، ومن أكثر أعراض هذه الحالة شيوعًا الهزات، صعوبة المشي والتوازن، وتتطور هذه الأعراض بسبب ضعف قدرة الدماغ على التواصل.
أسباب مرض باركنسون
- أسباب بيئية
هناك بعض الأدلة على أن البيئة التي يعيش فيها الشخص تلعب دورًا في الإصابة بمرض باركنسون، وأحيانًا قد يكون التعرض لبعض المواد الكيميائية هو سبب محتمل للحالة، وتشمل هذه المواد:
- المبيدات الحشرية
- مبيدات الأعشاب
- مبيدات الفطريات
وقد تم ربط مرض باركنسون أيضًا بشرب مياه الآبار، وقد أشارت دراسات أخرى أن الإفراط في تناول المنغنيز وهو معدن نادر وضروري إلى أنه سبب لارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون، ومع ذلك لا يصاب كل من يتعرض لهذه العوامل البيئية، حيث يتعقد الباحثون أن مزيجًا من العوامل الوراثية والعوامل البيئية قد تكون سببًا في مرض باركنسون.
- أجسام ليوي
هي عبارة عن كتل غير طبيعية من البروتينات توجد في جذع دماغ الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، وتحتوي هذه الكتل على بروتين لا تستطيع الخلايا تحطيمه، وتبقى هذه الخلايا محيطة في الدماغ، وفي أثناء ذلك تعمل على إفساد الطريقة التي يعمل بها الدماغ.
وقد تتسبب أجسام ليوي في تدهور الدماغ بمرور الوقت، وهذا يؤدي إلى انخفاض التنسيق الحركي لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
- فقدان الدوبامين
الدوبامين مادة كيميائية وناقل عصبي تساعد في تمرير الرسائل بين أقسام مختلفة من الدماغ، وفي الأشخاص المصابين بمرض باركنسون تضعف الخلايا التي تنتج الدوبامين.
وبدون إمداد كافٍ من الدوبامين، فإن عقلك غير قادر على إرسال واستقبال الرسائل بشكل صحيح، وهذا الاضطراب يؤثر على قدرة الجسم على تنسيق الحركة ويؤدي إلى مشاكل في المشي والتوازن.
- عوامل العمر والجنس
تلعب الشيخوخة أيضًا دورًا في الإصابة بمرض باركنسون، فالعمر المتقدم هو أهم عامل خطر للإصابة بمرض باركنسون بحسب مراجعة بحثية أجريت عام 2014.
ويعتقد العلماء أن وظيفة الدماغ والدوبامين تبدأ في الانخفاض مع تقدم الجسم في العمر، وهذا يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
كما يمكن أن يلعب جنس الشخص أيضًا دورًا في الإصابة بمرض باركنسون، فوفقًا لبحث عام 2014 فإن الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
القراءات المستقبلية للمرض
يعتبر الاكتشاف والعلاج المبكران عاملين أساسيين في تقليل أعراض مرض باركنسون، وفي الواقع تُظهر التقنيات المتقدمة مثل الأبحاث الجينية وأبحاث الخلايا الجذعية واستخدام ما يسمى بالعوامل التغذوية العصبية لإحياء خلايا الدماغ نتائج واعدة في البحث الاستكشافي.
وعلى الرغم من أن العلاجات يمكن أن تساعد في إدارة أعراض مرض باركنسون وتحسين نوعية الحياة، إلّا أنه لم يتم العثور على علاج حتى الآن، وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتحديد الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية والبيئية في التسبب في هذا المرض.