الياقوت من أجمل الأحجار الكريمة الموجودة منذ عدة قرون، كان الناس يقدرون هذه الماسات الجميلة، ويرتدونها كمجوهرات ويقدمونها كهدايا، ولهذا الحجر قصص وأساطير وتاريخ طويل بين الناس من الحكايات حول هذه المجوهرات القرمزية المذهلة. نعم، تكثر الأساطير والخرافات، مع اختلاف الثقافات والعصور التى تأتي مع حكاياتهم الخاصة حول من أين أتوا وما يمكنهم القيام به.
حتى في العصر الحديث، لا يزال يعتقد الكثيرون بعض الحكايات الطويلة التي انتشرت حول الأحجار الكريمة، التى تجعل من الصعب التفرقة بين الحقيقة والخيال.
هل الياقوت حقا له خصائص خاصة كما يقول بعض الناس؟ هل هناك أي أساس للاعتقاد بأنه يمكن أن تجلب الحظ السعيد لأصحابها؟ لقد حان الوقت لوضع الأمور في نصابها الصحيح.
بعض من الأساطير حول الياقوت:
خرافة: الياقوت الأحمر والأزرق أحجار مختلفة
حتى لو كنت لا تعرف شيئًا عن الأحجار الكريمة ،فربما تعرف أن الياقوت الأحمر والأزرق، أحجار مختلفة تمامًا، أليس كذلك؟ لا، فكلا من الياقوت الأحمر والأزرق هي أنواع من المعادن تسمى الياقوت.
وقد أوضح معهد الأحجار الكريمة في أمريكا أن معدن "كوراندوم" أو الياقوت في أنقى صوره ليس له لون في الواقع. عند مزجه مع عناصر أخرى، يمنحنا الأحجار الكريمة الملونة الجميلة. الياقوت يحصل على لونه الأحمر من عنصر التتبع يسمى الكروم، بينما يحصل على لون أزرق من الحديد والتيتانيوم.
خرافة: يمنح الصحة ويقي من الأمراض
قال ديان مورغان، أستاذ مساعد في الدين والفلسفة في كلية ويلسون، أن بعض الناس عبر التاريخ يعتقدون أنه يمكن أن يحمي أصحابها بالفعل. كتب مورجان أن الجنود البورميين القدماء ذهبوا إلى حد إدخال الياقوت تحت جلدهم لحمايتهم في المعارك. ومع ذلك ، لا يوجد دليل قاطع على أأن لديه أي نوع من القدرات الوقائية.
كما لاحظت ديان مورغان أن الناس على مر التاريخ يعتدون أنه يمكن أن يشفي من كل الأمراض الجسدية حتى الضيق العقلي والروحي. كتب أستاذ الدين والفلسفة أن نهاراري، وهو طبيب من كشمير عاش خلال القرن الثالث عشر، وصف الياقوت كعلاج لانتفاخ البطن.
و في الآونة الأخيرة، أصبح الأشخاص أكثر اعتقاداً، أن الياقوت يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون من مرض الزهايمر وعلاج الحمى والتهاب المفاصل.
ورغم كل تلك الخرافات والأساطير، فلا يوجد طبيب معاصر يدعو إلى تلك الخرافات.
خرافة: أكثرالأحجار الكريمة صلابة
وفقًا لجمعية الأحجار الكريمة الدولية، فإن التعريف العلمي للصلابة هو القدرة على مقاومة الخدش، فالياقوت من الأحجار الكريمة القوية، ولكن هناك واحد من هذه الأحجار الكريمة أكثر صلابه.. هو الماس.
خرافة: مُنشط جنسي
اعتقد القدماء، أن هذه الحجر منشط جنسي، كما أنه يجعلك في مزاج جيد. وقد لاحظ رافي ك. بوري، أستاذ متقاعد في العلوم الصيدلانية، الطبيعية أسطورة أن الياقوت يستخدم كمنشط جنسي على مر التاريخ وتم استهلاكه في شكل مسحوق لتعزيز الرغبة الجنسية. كما تم استهلاك الأحجار الأخرى، بما في ذلك الماس والزمرد والتوباز كمنشط جنسي.
خرافة: طرد الأرواح الشريرة
ويعتقد كثير من الناس أن اقتناء حجر كريم من نوع خاص قد يكون له أثر ملموس في طرد الأرواح الشريرة وفي جذب الحظ السعيد والشفاء من الأمراض، وهو رأي وضعه بعض المنجمين والمشعوذين في الأزمنة القديمة.
وكان بعض القدماء يعتقدون بوجود علاقة قوية بين الأحجار الكريمة وشهور السنة وبالتالي حظوظ الناس، ولذلك فقد كان الكثيرون لا يلبسون الأحجار الكريمة من أجل الزينة فقط، بل لتؤمّن لهم الحظ الجيد، وتحميهم من الأمراض والأرواح الشريرة، لقد كان كثير من الناس يعتقدون بأن اقتناء حجر كريم معين يمكن أن يطرد الأرواح الشريرة ويجلب الحظ السعيد والعمر المديد.
خرافة: يطيل العمر
من الخرافات اللطيفة، أن تزيين نفسك بالياقوت يمكن أن يطيل حياتك. كثير من الناس على مر العصور قاموا بالربط بينه والحياة ويعتقدون أن هذه الأحجار الكريمة تحمى بالفعل وتطيل العمر. كما يعتقد أن الياقوت الذي تم تناولها في شكل مسحوق قادر على الحفاظ على جسم المرء بعد الموت.
خرافة: جيدة لبشرتك
فقد كان يقوم الناس علي مر العثور بفرك واحدة من الياقون على الجلد، معتقدين أنه يساعد علي الحفاظ على شباب الجلد ونضارته. وفي الطب الصيني التقليدي فقد كان يستخدم مسحوق الياقوت لتحسين الجلد وتعزيز الدورة الدموية. ولكن لا يوجد دليل علي أن مسحوقه يعزز البشرة وينقيها.
خرافة: يتغير لونه لتحذيرك من الخطر
واحدة من الخصائص الصوفية المنسوبة إلى الياقوت هو القدرة على تغيير اللون ، كما لاحظ أستاذ الدين والفلسفة ديان مورغان في والسحر والتاريخ، الاعتقاد هو أن الياقوت يمكن أن يحذر من خطر وشيك عن طريق التعتيم ثم يصبح أخف مرة أخرى بمجرد انتهاء الخطر.
ولكن هذا غير صحيح بالمرة، فالياقوت يتغير لونه بسبب الأشعة فوق البنفسجية، إذا لاحظت أن الياقوت يتغير لونه في ضوء الشمس المباشر، انها مجرد رد فعل طبيعي، وليس نوعا من تحذير خارق أن الخطر وشيك.
خرافة: يجلب الحظ السعيد
واعتقد بعض القدماء في أن الياقوت يطيل عمر حامله، ويجعله محط الأنظار ويجلب الحظ السعيد له. أما حجر الجمشت فاعتقدوا بأنه يحمي من مرض السكر والتسمم، والالماس يحمي من التسمم وهذا ما نراه في كثير من القصص القديمة مثل ألف ليلة وليلة مثلاً.
أما الياقوت فهو يحمي من الأرواح الشريرة ومن مرض الطاعون وغير ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة.
وفي النهاية فإن كل هذه الخرافات المتعلقة بالشفاء من الأمراض أو جلب الحظ السعيد من أجل جذب الناس لشراء هذه الأحجار الكريمة وبالتالي زيادة أسعارها بشكل كبير.
ومع هذا ستظل الأحجار الكريمة رمزاً رفيعاً للأناقة عند النساء، وامتيازاً تحتكره بنات حواء، وسيظل الرجال يبذلون كثيراً من ثرواتهم من أجل إهداء أجمل ما يشترون إلى أغلى من يحبون.