لم تسلم النجمات العربيات من الانتقادات التي وصفت ملابسهن بالفاضحة مثل فساتين هيفاء وهبي ومايا دياب ونانسي عجرم وغيرهن الكثير، إذ كانت المجلات والمواقع الفنية تنشر صور ملابسهن مع تمويه الصور بما يتناسب وسياسة التحرير.
تحب المرأة أن تنظر إلى نفسها كالمرأة القوية والجذابة، ولذلك هي عادة ما تراقب نفسها في كل خطوة تخطيها أمام الناس: كيف تأكل ، وكيف تضحك، وماذا ترتدي.
وفي حفل مهرجان الجونة في دورته الرابعة، أخذت التغطية منحنى آخر. فبدلاً من التركيز على الأفلام المتنوعة التي يعرضها المهرجان، وتعزيز فن صناعة الأفلام من خلال ربط صانعي الأفلام من المنطقة بنظائرهم الدوليين بروح من التعاون والتبادل الثقافي، كانت أعيان الجميع تنتقض الملابس والفساتين "الفاضحة" للمشاهير،. حتى أنه وُصِف بـ"مهرجان التعري".
تكثر الخلافات بعد ارتداء المشاهير العرب لأي من الملابس الفاضحة، فمنهم من ينتقدها دينياً أو أخلاقياً. ومنهم من يرى أنها حرية شخصية، إذ يجب أن تظهر المرأة بالمظهر الذي تريده.
منذ بدء مفهوم السينما، كان للجسد الأنثوي دوراً كبيراً في التحكم بالتصنيفات العمرية أكثر من غيره من الأمور، وحتى أنه كان هناك رقابة مشددة على العري السينمائي في الولايات المتحدة، أكثر من غيرها من الدول.
انتقلت من هنا فكرة التعري لسياقات أوسع. فأصبحت الأحداث السينمائية والموسيقية عبارة عن عروض أزياء. حتى أن الكاميرا تمّر على كل واحدة من المشاهير من الأسفل إلى الأعلى أو بالعكس، لتقييم ما ترتدي من فستان أو حذاء أو مجوهرات. حتى أننا أصبحنا نقّيم تسريحة شعرها ومكياجها، وكأن هذا هو الهدف الأساسي من أي مهرجان سينمائي.
سرعان ما علمت الممثلات والمغنيات وغيرهن، أن هذه الطريقة جذبت أنظار العديدين وحققن من خلالها شهرة. أصبحن يرتدين من مصممين عالميين، فتضج مواقع التواصل الاجتماعي باسمائهن وفساتيهن وحتى ومصمميهن
ومن بداية التسعينيات أصبح من المهم للنجمات أن ترتدين كل ما يلفت الأنظار ، وبدأن باستخدام جسدهن كأحد الحلول السريعة للشهرة، فظهرن بملابس مكشوفة، واستطاعن تحقيق مرادهن بأن يلتفت الجميع إليهن.
ولكن هل يقع الخطأ حقاً على النجمات أم ما آلت إليه مجتمعاتنا وتركيزنا الدائم على مظاهر الغير بدلاً من الأهداف التي رسخنها لهذه المهرجانات؟.. لن يحقق أي من المشاهير النجومية التي لا يستحقها إن لم نسمح لهم ونشجعهم باتخاذ طرق أخرى للوصول لغايتهم.