عندما نفكر في أكثر الأمراض فتكًا فقد نميل إلى تخيل الأشخاص الذين يمرضون بأنهم يعانون من أعراض بصرية حادة وأعراض خطيرة أخرى تتصدر عناوين الأخبار بسبب انتشارها السريع وفقدان الأرواح.
ولكن في الحقيقة، فإن العديد من الأمراض التي لها هذه الخصائص لا تقتل الكثير من الناس كما نعتقد، ولا حتى تحتل أي مرتبة بين الأسباب العشرة الأولى للوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث اتضح أن أكثر الأمراض فتكًا هي تلك التي تتطور ببطء.
وبحسب الإحصاءات، تبين أنه من بين 54.4 مليون حالة وفاة في عام 2015، كان منهم 68% قد فارقوا الحياة بسبب أمراض مزمنة طويلة الأمد، وعلى عكس الأمراض ذات الانتشار السريع والعواقب الوخيمة، فإن الأمراض الفتاكة التي تتطور ببطء يمكن مراقبتها والسيطرة عليها.
ومن خلال التشخيص الصحيح والرعاية الوقائية والمشورة المقدّمة من أفراد الرعاية الصحية، يُمكن للمرضى اتّخاذ خطوات لتقليل خطر عواقب وضعهم الصحي الحرج.
في هذا المقال، نستعرض أهم 5 أمراض تقتل معظم الناس في جميع أنحاء العالم كل عام، وذلك وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية WHO.
مرض القلب التاجي
هو أكثر الأمراض فتكًا بالإنسان الحديث حاليًا وهو مرض الشريان التاجي المعروف أيضًا باسم مرض القلب الإفقاري، ويحدث عندما تضيق الأوعية الدموية للشخص بسبب التلف بحيث يصبح الشخص معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب.
وتشمل أعراضه عدم انتظام ضربات القلب وألم في الصدر وفشل القلب، ويظل الشخص معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب في حال كان لديه واحد من هذه الأمور: ضغط دم مرتفع، ارتفاع مستويات الكوليسترول، التدخين، التاريخ العائلي لمرض الشريان التاجي، داء السكري، زيادة الوزن.
ولحسن الحظ أنه بسبب تحسن العلم والرعاية الطبية، انخفضت معدلات الوفيات بسبب أمراض الشريان التاجي،على الرغم م أنها لا تزال السبب الأول في حالات الوفيات حول العالم.
ويمكن تجنب مرض الشريان التاجي عن طريق الحفاظ على نمط حياة يشجع صحة القلب، ولتقليل المخاطر يمكن اتباع التالي: ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، تجنب التدخين والكحوليات.
السكتة الدماغية
تحدث السكتة الدماغية عند انسداد أو تسريب أحد الشرايين في الدماغ، ويؤدي ذلك إلى حرمان عقلك من الأكسجين وبمجرد حدوث ذلك تبدأ الخلايا في الموت في غضون دقائق.
وتشمل أعراض السكتة الدماغية التنميل في أجزاء من الجسم، وصعوبة المشي أو الرؤية، والارتباك، ومن الممكن التعافي من السكتة الدماغية، ولكن إذا تُركت دون علاج قد تتسبب بإعاقة طويلة الأمد.
ومن الأمور التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية: ضغط الدم المرتفع، تاريخ عائلي للإصابة بالسكتة الدماغية، التدخين، داء السكري، تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، العمر أو الجنس.
ويمكن تقليل فرص الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال الرعاية الوقائية والأدوية وتغيير نمط الحياة ومن أهم العادات الصحية التي تقلل مخاطر الإصابة بالسكتة هي: السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ممارسة الرياضة بانتظام، اتباغ نظام غذائي صحي، تجنب التدخين والكحوليات.
عدوى الجهاز التنفسي السفلي (الالتهاب الرئوي)
تعد الإنفلوانزا والتهاب الشعب الهوائية والسل والالتهاب الرئوي مصادر للعدوى في الرئتين، وما يحدث هو أن الفيروسات والبكتيريا السيئة تدخل إلى مجرى الهواء، مما يسبب أعراضًا رئيسية مثل السعال وضيق التنفس أو ضيق الصدر.
وفي حالة عدم علاج التهابات الجهاز التنفسي من الممكن أن ينتهي الأمر بالوفاة، ولكن للوقاية ينصح بتناول لقاح الإنفلوانزا سنويًا، كما ينصح بتجنب التقاط البكتيريا أو الفيروسات من خلال غسل اليدين بشكل متكرر خاصة قبل الأكل أو لمس الوجه.
وفي حالة إصابتك بالعدوى، يفضل البقاء في المنزل قدر الإمكان للسماح لنفسك بفرصة للراحة والتخلص من العدوى بسرعة أكبر وكذلك لتجنب نقل العدوى للآخرين.
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
تعمل هذه الحالة على تحويل عملية التنفس إلى أمر صعب جدًا على المدى الطويل، إلى جانب أن هذا المرض من أكثر أنواع الانسداد الرئوي المزمن شيوعًا، حيث تم تسجيل ما يقد بنحو 64 مليون شخص على أنهم مصابون بأمراض رئوية في عام 2004.
ومن أعراض هذا المرض: التدخين أو التدخين السلبي، التعرض لمهيجات الرئة مثل الأبخرة الكيميائية، التاريخ المرضي، وكلما كان الحصول على العلاج أسرع كانت فرص نجاح العلاج أفضل.
سرطانات الجهاز التنفسي
يشمل هذا المرض حدوث سرطان في القصبات الهوائية والرئتين والحنجرة، ومن العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من السرطان: التدخين السلبي، الجزيئات السامة، العفن في المنزل، والسموم البيئية الأخرى.
وبحسب دراسة أجريت في عام 2015 فإن سرطان الجهاز التنفسي يتسبب في حوالي أربعة ملايين حالة سنويًا، خاصة في البلدان النامية، وعلى الرغم أن المدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، إلا أنها يمكن ان تحدث لأي شخص.
وفي الحقيقة لا يوجد الكثير الذي يمكن القيام به لوقف تطور هذا المرض، باستثناء تقليل التعرض لبيئة سامة، كام يمكن استخدام جهاز تنقية الهواء في المنزل أو في المكتب، وارتداء قناع عند الخروج في ظروف سيئة يكون فيها الهواء في ظروف سيئة.
