هناك الكثير مما يجب التفكير فيه عندما يتعلق الأمر بتغييرات الجسم أثناء الحمل، فعلى الرغم من اختلاف كل حمل، إلّا ان هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تتوقعها معظم النساء، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بفقر الدم.
وفي الواقع، تحدث هذه الحالة عندما لا يكون لديك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وقد يشعرك فقر الدم الخفيف بالإرهاق، ولكنه قد يصبح خطيرًا إذا أصبح شديدًا للغاية أو تُرك دون علاج.
كما يمكن أن يؤدي فقر الدم أثناء الحمل إلى زيادة مخاطر الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة وحتى وفيات الأمهات، لذا سيساعدك فهم المزيد عن الأنواع المختلفة من فقر الدم والأعراض الشائعة وخيارات العلاج في التعرف على العلامات التحذيرية لفقر الدم حتى تتمكني من تجنب المضاعفات.
أسباب فقر الدم للحامل
في حين أن فقر الدم الخفيف شائع لكثير من النساء أثناء الحمل، إلّا أنه يمكن أن يصبح مشكلة خطيرة تتطلب علاجًا طبيًا أكثر تقدمًا إذا تُركت دون علاج، فعندما تصبح خلايا الدم الحمراء غير كافية لنقل الأكسجين لجميع أنحاء الجسم، فإن ذلك يؤثر على أعضاء ووظائف الجسم.
على النقيض من ذلك، فإن فقر الفسيولوجي (المخفف) هو عملية طبيعية مرتبطة بالحمل، فبينما يزداد حجم الدم الكلي أثناء الحمل، يزداد حجم السائل (البلازما) أكثر من الزيادة في حجم خلايا الدم الحمراء، والنتيجة هي انخفاض نسبة خلايا الدم الحمراء في الحجم الكلي للدم.
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد
يعد نقص الحديد هو السبب الأكثر شيوعًا لفقر الدم، ومع هذا النوع من فقر الدم يؤدي انخفاض مخزون الحديد إلى انخفاض إنتاج الهيموجلوبين المكون الحامل للأكسجين في خلايا الدم الحمراء، وخلال فترة الحمل، يعمل الجسم بجهد أكبر لتوفير الغذاء المناسب للجنين الذي ينمو، مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم بنحو 45% وهنا يأتي دور فقر الفسيولوجي.
فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك
فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك هو نوع شائع آخر من فقر الدم يحدث أثناء الحمل، وحمض الفوليك هو فيتامين قابل للذوبان في الماء يساعد على منع عيوب الأنبوب العصبي أو مشاكل الدماغ المعرفية أثناء الحمل.
وتحتاج النساء إلى مستويات أعلى من حمض الفوليك خلال فترات الإنجاب وأثناء الحمل، ولهذا يوصى غالبًا بتناول مكمل حمض الفوليك حتى قبل محاولة الحمل.
نقص فيتامين ب12
يستخدم الجسم فيتامين ب12 في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويوجد فيتامين ب12 بشكل أساسي في الأطعمة المدعمة والمنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والدواجن والبيض، لهذا السبب فإن النساء الحوامل اللواتي لا يستهلكن هذه الأطعمة بانتظام، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
طرق الوقاية من فقر الدم للحامل
في معظم الحالات، يمكن الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل من خلال اتباع نظام غذائي غني بالتغذية الجيدة، وفيما يلي بعض الطرق للتأكد من حصولك على الفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على مستويات خلايا الدم الحمراء في النطاق الصحيح.
فيتامينات ما قبل الولادة
تحتوي فيتامينات ما قبل الولادة عادة على معظم المغذيات الدقيقة الضرورية للحمل بما في ذلك الحديد وحمض الفوليك، ويعتبر تناول فيتامين ما قبل الولادة مرة واحدة يوميًا طريقة سهلة للمساعدة في استكمال نظام غذائي صحي بالفيتامينات والمعادن الأساسية لإنتاج خلايا الدم الحمراء بشكل كافٍ.
مكملات الحديد
في حال كان لديك مستويات منخفضة من الحديد، فقد يوصي طبيبك بمكمل غذائي منفصل عن الحديد بالإضافة إلى فيتامين ما قبل الولادة، وعادة ما تحتاج الحامل إلى حوالي 27 ملليغرام من الحديد يوميًا.
يجب أيضًا تجنب تناول مكملات الكالسيوم في نفس الوقت تقريبًا مع مكملات الحديد، حيث قد يمنع الكالسيوم جسمك من امتصاص الحديد بشكل صحيح.
التغذية السليمة
يمكن لمعظم النساء الحوامل الحصول على كميات كافية من الحديد وحمض الفوليك أثناء الحمل عن طريق تناول الأطعمة المناسبة، وتشمل المصادر الجيدة لهذه المعادن الأساسية الدواجن، الأسماك، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، الفاصوليا، المكسرات، الخضروات الورقية، البيض، الفواكه مثل الموز والبطيخ.
أعراض فقر الدم للحامل
في حين أن الحالات الخفيفة من فقر الدم لا تظهر فيها أعراض على الإطلاق، إلّا أن الحالات المتوسطة إلى الشديدة قد تظهر فيها الأعراض التالية:
- التعب المفرط أو الضعف
- جلد شاحب
- ضيق في التنفس أو خفقان القلب أو ألم في الصدر
- دوار
- يدين أو قدمين باردة
لحسن الحظ، عادة ما تكون اختبارات الدم للكشف عن فقر الدم روتينية أثناء فترة الحمل، ويعد اختبار (CBC) وهو اختبار قوة الدم الأداة الأكثر شيوعًا لتشخيص فقر الدم.