الحساسية هي ردة فعل الجسم عند التعرض لمادة خارجية / دخيلة (تدخل من خلال التنفس، اللمس، أو عبر الجهاز الهضمي)، وعند التعرض لمثل هذه المواد المسببة للحساسية، تقوم بعض خلايا جهاز المناعة بإفراز مواد معينة، كالهستامين مثلاً من الممكن أن تسبب هذه المواد أعراضاً مثل الاحمرار، الحكة، أو احتقان الأنف.
أهم الأعراض التي تميز الإصابة بالحساسية هي: حكة الجلد، حكة العينين و حكة البلعوم، بالإضافة للعطس، وإفرازات الأنف. من الممكن أن تتحول هذه الأعراض في بعض الحالات الصعبة إلى حالات مستعصية مثل ضيق التنفس أو انسداد مجرى التنفس.
ما هي أعراض حساسية الربيع؟ هل تعاني من حساسية الربيع المرتبطة بفترة التزهير؟ هل تعاني من العطس وتدميع العينين وافرازات الأنف؟
ينتظر الكثير منا فصل الربيع وموسم تفتح الأزهار واعتدال الجو بفارغ الصبر، أما البعض فيحل عليهم فصل الربيع مثل كابوس ينتظرون نهايته في أسرع وقت ممكن، وخاصة الذين يعانون من داء الحساسية الربيعية.
ويُطلق على هذا النوع من أنواع الحساسيّة اسم الحساسية الموسميّة، وفي الحقيقة يُعدّ فصل الربيع الذي يبدأ في شهر آذار من كل عام؛ موسم انتشار حبوب اللّقاح وأبواغ العفن مع النسائم الدافئة، وهي من أهم الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بحساسيّة الربيع.
لماذا يصاب الجسم بالحساسية؟
يصاب الجسم بالحساسية عندما يبدي جهاز المناعة لديه رد فعل خاطئ تجاه بعض المواد والعوامل الخارجية، معاملاً إياها على أنها نوع من التهديد أو الخطورة.
مثيرات الحساسية قد تكون موسمية الطبيعة، مثل تلك المسؤولة عن حساسية الربيع، أو قد تكون موجودة في البيئة المحيطة على مدار العام.
أعراض حساسية الربيع:
- الإصابة بالعُطاس.
- الإصابة بالسّعال.
- المعاناة من سيلان الأنف، وتدميع العينين.
- الشعور بحكّة في العين، والأنف.
- وجود هالات سوداء أسفل العينين.
وتزيد أعراض حساسية فصل الربيع بشكل كبير في الأيام التي يكون فيها رياح خفيفة (نسيم)، حيث تحمل هذه الرياح حبوب اللقاح لتنشرها في الجو وتسبب الحساسية، في حين أنها تقل كثيرا في الأيام الماطرة، وذلك لأن المطر يسبب انخفاضا في عدد حبوب اللقاح وبالتالي انخفاض المواد المسببة للحساسية.
وسائل لتجنب حساسية الربيع:
- تجنبي زيارة المدن والأماكن شديدة الاخضرار والتزهير والأتربة، واختاري عوضاً عنها الشاطئ على سبيل المثال.
- واظبي على استخدام أدوية الحساسية وبخاخات الربو في هذه الفترة ولا بأس أن تراجعي طبيب الحساسية مجدداً؛ لإعطائكِ إبرة إن لزم الأمر.
- اهتمي بتبخيرات التنفس التي تعينكِ على تنفس أفضل ورطوبة في المجاري التنفسية عوضاً عن الجفاف المفضي لمزيد من الحساسية.
- احرصي على إقفال الشبابيك أثناء النوم، لا سيما إن كانت لديكِ حديقة منزلية.
- خففي من استخدام العطور ومستحضرات التنظيف وما إلى ذلك من مواد او مستحضرات ذات رائحة قوية؛ للتخفيف من أثرها على الحساسية المستَفزة لديكِ أصلاً.
- احرصي على تناول المشروبات الساخنة.
وهناك بعض الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بحساسية الربيع:
1- تنظيف المنزل بعمق، والحرص على تكنيسه باستمرار، حيث يُساعد ذلك على التخلّص من عوامل الحساسية المختلفة، كالعفن المتجمّع في الحمامات، والطوابق السفلية في المنزل، بسبب رطوبة الهواء الشديدة خلال فصل الربيع، بالإضافة إلى أهميّة الحرص على إزالة بيوت العنكبوت التي يتم تكوينها في فصل الشتاء.
2- الحرص على |تنقية الهواء في المنزل باستخدام مرشّحات الهواء، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام مرشّحات الهواء الأيونيّة قد لا يكون فعّالاً في تنقية الهواء بالشكل المطلوب، وذلك لأنّ كمية الهواء التي تدخل إلى الجهاز لتنقيتها من المواد العالقة غير كافية لكي تساعد مرضى الحساسية، كما أنّ الأوزون الذي تطلقه هذه الأنواع من الأجهزة يعرّض صحّة الجسم للخطر، ومن الجدير بالذكر أنّ أفضل الطرق المستخدمة في تنقية الهواء المحيط، تتم عن طريق استخدام مرشحات الهواء الجسيمية عالية الكفاءة واختصاراً HEPA، ويمكن بذلك تنقية الهواء في غرف المنزل بكفاءة، ولكن يجدر بالشخص الحرص على تغيير مرشحات الهواء المستخدمة في هذه الأجهزة كل ثلاثة شهور.
3- الحرص على بقاء نوافذ المنزل والسيارة مغلقة خلال فصل الربيع، فالهواء المحمّل بحبوب اللّقاح يدخل إلى المنزل عند فتح النوافذ، فيستقر على الأثاث والسجاد، ويستمر في تحفيز حدوث الحساسيّة عند الشخص، وهنا يمكن استخدام مكيّفات الهواء التي تحتوي على مرشّحات جديدة لتنقية الهواء.
4- تجنّب وجود الشخص خارج المنزل في أيام هبوب الرياح خلال فترة فصل الربيع، وخاصّةً في الفترة ما بين منتصف الصباح ومنتصف المساء، حيث تكون نسبة حبوب اللّقاح مرتفعة في الهواء، أمّا في الحالات الضرورية التي تتطلّب الخروج من المنزل، يمكن استخدام الوشاح أو قناع الحساسية لتغطية الفم.
5- يجب الحرص على الاستحمام، وتنظيف الشعر، وتغيير الملابس، فور الدخول إلى المنزل.
6- تجنّب وجود الشخص في الخارج في حال استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية للأشجار، وفي المناطق المجاورة للمنزل، أمّا في حال كان الشخص يملك حديقة منزليّة، فيُنصح باستعانته بشخص آخر ليزيل الأوراق والأغصان المتجمّعة في حديقة المنزل، فهذه القمامة تُعدّ أماكن لتجمّع العفن وغيرها من المواد التي تحفّز الحساسية.
7- يجب توخّي الحيطة والحذر عند التعامل مع مواد التنظيف المنزليّة، والحرص على أن يكون المكان الذي يتم استخدامها فيه جيد التهوية