أتى "اليوم العالمي للسل -World Tuberculosis Day" هذا العام، 24 مارس، في وقت لا زال العالم يعاني فيه الأمرين مع تفشي فيروس "كورونا" المُستجد والنسخ المتحورة عنه.
وفي الوقت الذي تهدف الجهات الصحية حول العالم إقامة حملات توعية لمرض السل وتعزيز الجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض، إلا أن الأجهزة الطبية منهكة في ظل هذا الوباء الذي أنهى حياة أكثر من 2.7 مليون شخص حول العالم منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية منتصف شهر ديسمبر من عام 2019.
وفي اليوم العالمي للسل، كشفت منظمة الصحة العالمية WHO أن عدد الأشخاص الذين تلقوا رعاية مرض السل (TB) قد انخفض بشكل ملحوظ في عام 2020 بنحو 1.4 مليون شخص عما كان عليه في عام 2019.
وفقًا للبيانات الأولية التي جمعتها المنظمة من أكثر من 80 دولة، فقد تبين أن نسبة متلقي علاج مرض السل انخفض 21٪ عن عام 2019، وفي البلدان التي لديها أكبر نسبة كانت الفجوات أكبر وهي إندونيسيا (42٪) وجنوب إفريقيا (41٪) والفلبين (37٪) والهند (25٪).
وقال الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن تعطيل الخدمات الأساسية للأشخاص المصابين بالسل هو مجرد مثال مأساوي على الطرق التي يؤثر بها وباء كورونا بشكل غير متناسب على بعض أفقر الناس في العالم، والذين كانوا بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالسل.
وقال: "تشير هذه البيانات الواقعية إلى حاجة البلدان إلى جعل التغطية الصحية الشاملة أولوية رئيسية أثناء استجابتها للوباء والتعافي منه، لضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية لمكافحة السل وجميع الأمراض".
وأكد ضرورة بناء الأنظمة الصحية في بلدان العالم حتى يتمكن الجميع من الحصول على الخدمات التي يحتاجونها ومن أبرزهم مرضى السل.
واتخذت بعض البلدان بالفعل خطوات للتخفيف من انتشار COVID-19، من خلال تعزيز مكافحة العدوى؛ والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية لتقديم المشورة والدعم عن بعد، وتوفير الوقاية والرعاية المنزلية متجاهلة الجهود المبذولة لدعم وتوعية مرضى السل..
لكن العديد من المصابين بالسل غير قادرين على الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها خوفًا من إصابتهم بفيروس "كورونا"، كما تخشى منظمة الصحة العالمية أن يكون أكثر من نصف مليون شخص قد ماتوا بسبب السل في عام 2020، وذلك ببساطة لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على تشخيص.
هذه ليست مشكلة جديدة:
قبل ظهور COVID-19، كانت الفجوة بين العدد التقديري للأشخاص الذين يصابون بالسل كل عام والعدد السنوي للأشخاص الذين تم الإبلاغ عن تشخيص إصابتهم بالسل حوالي 3 ملايين، إلا أن الوباء أدى إلى تفاقم الوضع إلى حد كبير.
وتتمثل إحدى طرق معالجة هذا الأمر في استعادة وتحسين فحص السل من أجل التعرف السريع على الأشخاص المصابين بعدوى السل أو مرض السل.
وتهدف الإرشادات الجديدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لمكافحة السل إلى مساعدة البلدان على تحديد الاحتياجات المحددة للمجتمعات، والسكان الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسل، والمواقع الأكثر تضررًا لضمان حصول الناس على خدمات الوقاية والرعاية الأكثر ملاءمة.
يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أكثر منهجية لأساليب الفحص التي تستخدم أدوات جديدة.
وتشمل هذه استخدام الاختبارات التشخيصية الجزيئية السريعة، واستخدام الكشف بمساعدة الكمبيوتر لتفسير التصوير الشعاعي للصدر واستخدام مجموعة واسعة من الأساليب لفحص الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لمرض السل، التوصيات مصحوبة بدليل تشغيلي لتسهيل بدء التطبيق.
لكن هذا لن يكون كافيًا لوحده
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2020، في تقريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجموعة من 10 توصيات ذات أولوية يتعين على البلدان اتباعها.
وتشمل التوصيات تنشيط القيادة رفيعة المستوى والعمل عبر قطاعات متعددة للحد بشكل عاجل من وفيات السل؛ زيادة التمويل تعزيز التغطية الصحية الشاملة للوقاية من السل ورعايته؛ معالجة مقاومة الأدوية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتكثيف بحوث السل.
والأهم من ذلك، سيكون من الضروري الحد من التفاوتات الصحية.
تقول الدكتورة "تيريزا كاسايفا"، مديرة برنامج السل العالمي بمنظمة الصحة العالمية، إن كوفيد -19 زاد من حدة التفاوتات في الظروف المعيشية والقدرة على الوصول إلى الخدمات داخل البلدان وفيما بينها.
وتابعت: "يجب علينا الآن بذل جهود متجددة للعمل معًا لضمان أن تكون برامج مكافحة السل قوية بما يكفي لتقديمها خلال أي حالة طوارئ مستقبلية - والبحث عن طرق مبتكرة للقيام بذلك."
ما هو مرض السل؟
هو مرض تسببه بكتيريا السل الفطرية، وهذه البكتيريا عادة تهاجم الرئتين ولكن، يمكن لهذه البكتيريا أن تهاجم أي جزء من الجسم مثل الكلى العمود الفقري والمخ.
وإذا لم يعالج بشكل صحيح، يمكن أن يكون مرض السل قاتلًا بينما يمكن لمعظم الأشخاص المصابين ببكتريا مرض السل الكامن تناول الدواء بحيث لا يتطورون الى مرض السل النشط .
كيف ينتشر مرض السل ؟
ينتشر عبر الهواء من شخص إلى آخر، تتواجد هذه البكتيريا في الهواء عندما يبدأ الشخص المصاب بالسل النشط في الرئتين أو الحلق بالسعال، العطس، التحدث، أو الغناء.
وعندما يتنفس الشخص بكتيريا السل، يمكن للبكتيريا أن تستقر في الرئتين، وتبدأ في النمو. من هناك، فإنها يمكن أن تتحرك عن طريق الدم الى أجزاء أخرى من الجسم مثل الكلى والعمود الفقري والمخ.
يمكن أن يكون السل في الرئتين أو الحلق معديًا، وهذا يعني أن البكتيريا يمكن انتشارها إلى أشخاص آخرين، السل في أجزاء أخرى من الجسم مثل الكلى أو العمود الفقري، عادة ما يكون غير معديًا.
ويمكن للشخص المصاب بالسل النشط أن ينقل المرض ويساعد فى نشره وتعميمه الى الأشخاص الذين يقضون وقتًا معه كل يوم، وهذا يشمل أفراد الأسرة، الأصدقاء، زملاء العمل أو زملاء المدرسة.
