إذا كان هناك شيء واحد يعاني منه الكثير منا خلال جائحة "كورونا" الحالية، فهو الشعور بأنه خارج عن السيطرة؛ ففي القرن الحادي والعشرين، لدينا القدرة على التحكم في كل تفاصيل حياتنا، واعتدنا على وجود خيارات لا نهاية لها.
لكن أدت هذه الجائحة إلى استبعاد العديد من هذه الاختيارات، فللمرة الأولى في حياتنا، لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان نريده ونعيش حياتنا كما يحلو لنا بسبب قيود الإغلاق الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، العديد من الناس يواجهون الآن حالة من عدم اليقين على نطاق واسع - سواء كان ذلك بسبب الفجيعة العائلية أو المشاكل المالية أو ضغط العلاقات - وليس من المستغرب أن الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من مستويات متزايدة من التوتر والقلق.
وقال كريس شامبروك، المستشار النفسي ومدير الأداء البشري في PlanetK2، لمجلة ""Stylist : مع استمرار عملية الإغلاق وتزايد مخاوفنا، من المهم التأكد من أننا لا نتسبب عن غير قصد في خلق ضغوط أكبر مما نشعر به بالفعل".
وأوضح كريس إننا نواجه وضعا جديدا، ونتيجة لذلك، سنشعر جميعًا بالتمدد لأننا نتكيف مع "الوضع الطبيعي الجديد" على أفضل نحو ممكن، مضيفًا أننا نواجه العديد من الشكوك؛ ككيفية معالجة الفيروس نفسه، وكيفية ضمان الأمن الوظيفي وكيفية إدارة الإغلاق على المستوى المهني والشخصي، والقائمة تطول".
ويتابع قائلاً: "نظرًا لحالات عدم اليقين التي نشعر بها جميعًا حتمًا، فمن الحكمة أن نقبل أننا سنشعر جميعًا بضغط أكثر من المعتاد، ولهذا السبب نحتاج إلى التأكد من اتخاذ خطوات لوقف تراكم الإجهاد.
وبالنسبة إلى شامبروك، فإن الخطوة الأولى في تقليل الإجهاد هي قبول أننا في الواقع نعاني من الإجهاد، ونحاول أن نفهم من أين يأتي هذا الإجهاد، وكيفية تأثيره علينا، سواء كان ذلك جسديًا أو عقليًا أو كليهما.
بعد ذلك، يقول، يمكننا التحقق مما إذا كنا نسأل أنفسنا الأسئلة الصحيحة - ونعيد تشكيل أفكارنا لمساعدة أنفسنا على تقليل التوتر والشعور بمزيد من التحكم.
وأضاف شامبروك إن طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك، أي الأسئلة المفيدة، يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستويات التوتر والإيجابية والثقة والتحكم.
فبدلًا من أن تسأل نفسك أسئلة غير مفيدة مثل هذه:
"لماذا لا ينتهي كل هذا؟"
"لماذا يجب أن يحدث هذا الآن؟"
"لماذا أترك هذا يحدث لي كثيرا؟"
"كيف يبدو أن الآخرين يتعاملون مع ذلك بشكل أفضل مني؟"
لكن حاول أن تسأل نفسك الأسئلة المفيدة التالية:
"ما الذي يمكنني فعله اليوم وسيساعدني على الاعتناء بنفسي؟"
"ما الحقائق التي يمكنني اكتشافها والتي ستساعدني على القلق بشكل أقل؟"
"من يمكنني التحدث إليه وسيمنحني وجهة نظر مفيدة؟"
"هل الأشياء التي أقلق بشأنها يمكنها مساعدتي على الشعور بالتحكم بشكل أكبر؟"