هزة النوم أو النفضة النومية هي عبارة عن نفضة قوية تحدث مع الشخص عند بداية نومه تجعله يصحو من النوم ويشعر هو بنفسه بهذه النفضة أو الهزة القوية والتي تترافق في كثير من الأحيان مع شعور بالسقوط.
والحقيقة أن هناك نظريات كثيرة تحاول تفسير هذه الظاهرة غير انه لا يوجد تفسير علمي مقنع لحد الآن، فبعض التفسيرات تقول أنه مع بداية النوم فإن معدل التنفس يبدأ بالتباطؤ،مما يجعل الدماغ يفسر ذلك على أن الجسم يدخل في حالة من الموت، فيعطي الدماغ نفضة قوية للجسم ليتخلص من هذه الحالة، وهذا الافتراض فيه كثير من الانتقادات، فالسؤال الدي يطرح نفسه لمفترضين هذ النظرية هل تم قياس كمية الأكسجين في الدم في بداية النوم من خلال أي دراسة سريرية تثبت ذلك لمن تحدث معهم هذه الحالة مثلا وهل تم إثبات نزول الأكسجين ؟
السؤال الثاني لهؤلاء، هل عاد أحد من الموت ليخبرنا بأن الدماغ يدرك كيف هو الموت،وأن استجابته تكون بشكل نفضة ؟ لم نرى ذلك على من يموتون ؟ وكل التفسيرات العلمية الأخرى غير منطقية، ولكن أكثرها قبولا هو ما فسرته الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إذا ذكرت أن من اسباب ذلك الإصابة بالقلق والضغط النفسي والشدة النفسية والنشاطات المجهدة وخصوصاً في فترة الليل فقد لاحظوا أنها تكثر عند كل من هو مصاب بالقلق والتوتر والضغط النفسي أو من يبذل نشاطات جسدية مجهدة وتحديداً ليلاً، ولكن هل من الممكن أن تكون هذه الهزة من الشيطان.
فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الشيطان يدخل إلى منامنا وقد يرينا منامات سيئة ليحزننا " إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " ( 10) المجادلة ونجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ، يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ، فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا ، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا ، وَلْيَسْكُتْ ، وَلَا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا " رواه الشيخان.
أسباب هزة النوم:
وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم فإن هناك مجموعة كبيرة من الأسباب المحتملة، بما في ذلك : القلق، والكافيين، والإجهاد، والأنشطة المرهقة في المساء.هذا الإحساس الغريب وهو السقوط و شد العضلات يعرف بالنفضة التنويمية أو "النفضة النومية". إن ما يقرب من 70 بالمائة من جميع الناس تحدث لهم هذه الظاهرة مباشرة بعد النوم، وذلك وفقا لدراسة حديثة في مايو كلينيك.
يتفق معظم الخبراء على أن هذا الأمر هو جزء طبيعي من عملية النوم، يشبه إلى حد كبير بطئ التنفس وانخفاض نبضات القلب أثناء النوم. هذه الظاهرة معروفة وموثقة بشكل جيد. ومع ذلك، لا يزال الخبراء غير متأكدين تماما لماذا يفعل الجسم ذلك.
تتفق أراء الباحثين على أن السبب هو أن العضلات تبدأ في الاسترخاء والانتقال إلى حالة مريحة مما يعني الدخول في النوم، فيدرك الدماغ إشارات الاسترخاء ويسيء تفسيرها على أنها مؤشرات سقوط. فيبدأ الدماغ بإرسال إشارات إلى عضلات الساق والذراع في محاولة لاستعادة التوازن. هذا التفسير الخاطئ الذي يحدث في الدماغ قد يكون مسئولاً أيضا عن أحلام "السقوط" والتي يرافقها الإحساس بالسقوط. هذه "الأحلام" ليست أحلام طبيعية تماما، كما أنها لا تنتج من مرحلة حركة العين السريعة للنوم REM sleep، بل هي بالأحرى تشبه أحلام اليقظة أو الهلوسة وذلك رداً على أحاسيس الجسم.
وبما أن هذه الظاهرة تحدث لمعظم الناس، فقد بدأت الدراسات في الآونة الأخيرة بربط بعض حالات "النفضات النومية" بالنوم في حالة قلق، وتعب، وعدم راحة. الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في النوم، أولا يمكنهم الحصول على الراحة في سرير ما يواجهون هذا الإحساس في أغلب الأحيان طوال الليل. وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يحاولون محاربة النوم أو حرموا أنفسهم من النوم لأكثر من 24 ساعة.
يعتقد الباحثون أن قلة النوم أو النوم بقلق أو الحرمان من النوم يربك العضلات والدماغ. فالعضلات تحاول باستمرار الاسترخاء والتوقف للراحة، في حين أن الدماغ يبقى مستيقظاً مرسلاً باستمرار " تفسيرات خاطئة" للسقوط أو فقدان التوازن.
يواصل العلماء والباحثون دراسة انتفاضة النوم أو اهتزاز النوم بإمكانيات بسيطة، ولكنهم يصرحون بأن هذا الإحساس هو أمر طبيعي تماماً بالنسبة لأجسامنا وله أهمية طبية إلى حد ما. حيث تمر أجسامنا بالعديد من عمليات التوقف والتحضير لفترة طويلة من الراحة. وتعد "النفضة النومية" هي فقط إحداها. ولا يظهر أنها تسبب ضرراً على الجسم، ولا تشكل أي خطر على سلامته.
النفضات النومية يمكن أن تحدث لأي شخص. هذه النفضات أو اهتزازات بداية النوم تحدث عادة في بداية النوم بدلا من نهايته. ومن خلال دراسة للصرع والعناية المركزة، فإن عدم وجود زيادة تفريغ سابق قياساً على وحدة مراقبة الصرع، بجانب وجودها فقط مع بدايات النوم، قد ساعد على التفريق بين النفضات النومية وبين نوبات الصرع العضلية.
ووفقاً لدراسة أخرى عن اضطرابات النوم، فإن النفضات النومية تحدث خلال مرحلة حركة العين غير السريعة، وتعتبر فعل عضلي وحركة التواء مفاجئة، معممة أو جزئية وغير متماثلة، مما قد يسبب الاستيقاظ، مع وهم السقوط. وتعتبر النفضات النومية أكثر شيوعا في مرحلة الطفولة وتصبح بمعدل 4-7 مرات في الساعة في سن يتراوح بين 8-12 سنة، وتقل بنحو 1-2 مرة في الساعة في سن 65 إلى 80 سنة.