عند الصيام في شهر رمضان المبارك لفترات تترواح بين 13-16 ساعة حسب الوقت في مختلف البلدان، فإن الجسم يمر في هذه المرحلة في دورة التغذية السريعة والتي تتميز بالتغيرات في التمثيل الغذائي ومستويات الهرمونات.
وفي الحقيقة هذه الدورة ليست مسؤولة فقط عن التغيرات الأيضية التي تحدث أثناء الصيام ولكنها توفر أيضًا بعض الفوائد الصحية، ومن خلال هذه المقالة سنلقي نظرة على مراحل الصيام المختلفة التي نمر بها خلال اليوم.
مراحل الصيام
حالة التغذية
تحدث حالة التغذية في غضون الساعات الأولى بعد تناول الطعام على الإفطار، حيث يقوم الجسم بهضم العناصر الغذائية وامتصاصها من الطعام، وخلال هذه الفترة ترتفع مستويات السكر في الدم وتفرز كميات أكبر من الأنسولين.
وتعتمد كمية الأنسولين التي يتم إطلاقها على تكوين وجبتك وكمية الكربوهيدرات المستهلكة ومدى حساسية جسمك للأنسولين.
ويتم تخزين السكر في الكبد والعضلات على هيئة جليكوجين وهو الشكل الأساسي لجسمك من الكربوهيدرات المخزنة، ويمكن تحويله مرة أخرى إلى سكر كمصدر للطاقة حسب الحاجة، وخلال هذا الوقت تتغير أيضًا مستويات الهرمونات الأخرى بما في ذلك اللبتين والجريلين.
والجريلين نوع من الهرمونات التي تحفز الجوع وتنخفض مستوياته بعض الإفطار، وفي الوقت نفسه يزداد هرمون اللبتين الذي له تأثير مثبط للشهية بعد تناول الطعام.
حالة الصيام المبكرة
بعد حوالي 3-4 ساعات من تناول وجبة السحور، ينتقل جسمك إلى حالة الصيام المبكرة، والتي تستمر حتى نهاية اليوم وغروب الشمس حتى موعد الإفطار، وخلال هذه المرحلة تبدأ مستويات السكر في الدم والأنسولين في الانخفاض، مما يتسبب في أن يبدأ جمسك في تحويل الجليكوجين إلى سكر لاستخدامه كطاقة.
وبعد أن ينفذ جسمك من مخازن الجليكوجين في الكبد، يبدأ في البحث عن مصدر آخر للطاقة، ويؤدي هذا إلى تكثيف تحلل الدهون وهي عملية يتم فيها تقسيم الدهون الثلاثية من الخلايا الدهنية إلى جزيئات أصغر يمكن استخدامها كمصدر بديل للوقود.
حالة الصيام
عند هذه النقطة يتم استنفاذ مخزون الجليكوجين في الكبد ويبدأ جسمك في تفكيك مخازن البروتين والدهون للحصول على الطاقة، وينتج عن هذا إنتاج أجسام الكيتون وهو نوع من المركبات ينتج عندما يحول الجسم الدهون إلى وقود، ويؤدي هذا إلى انتقال جسمك إلى الحالة الكيتونية وهي حالة استقلابية يستخدم فيها الجسم الدهون كمصدر أساسي للطاقة.
حالة الجوع
خلال فترات الصيام الطويلة، ستستمر مستويات الأنسولين في الانخفاض وسترتفع مستويات بيتا هيدروكسي بوتيرات وهو نوع من أجسام الكيتون، وتستمر الكلى أيضًا في إنتاج السكر عبر عملية تسمى استحداث السكر والتي تعمل كصدر رئيسي للوقود للدماغ، كما توفر أجسام الكيتون الطاقة للدماغ أيضًا في هذه المرحلة.
يتم أيضًا تقليل انهيار الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرغة (BCAAs) وهي ثلاثة من الأحماض الأمينية الأساسية للمساعدة في الحفاظ على أنسجة العضلات في الجسم.