شهدت الدراما الخليجية وتحديدًا الكويتية ظهور ثنائيات رومانسية لطيفة منها ما ظهر في مسلسلات رمضان ومنها ارتبط فعليًا بعيدًا عن الأعمال التمثيلية ولعل النجمين الشابين حمد العماني وشيماء سليمان أحدث هذه الثنائيات.
وعلى غرار الثنائي نور الغندور ومهند الحمدي في مسلسلي "جمان" و"دفعة بيروت"، وهيا عبدالسلام وعبدالله بوشهري في مسلسل "ساهر الليل"، نجح الثنائي حمد وشيماء في لفت أنظار المتابعين لهما في عملهم الرمضاني الجديد "سما عالية".
وتمكن حمد وشيماء من تقديم أداء استثنائي "دويتو" ناجح جدًا من خلال شخصيتي "راشد" وشيخة" في مسلسل "سما عالية".
وفي أجواء كلاسيكية قديمة، نشاهد حوارات منمقة ومرتبة بين شخصيتي "راشد" و"شيخة" حول مواضع كانت "جدلية" في تلك الفترة الزمنية أبرزها الحجاب والعباءة خاصة بعد ارتباطهما معًا وانتقالهما من الكويت القاهرة لاستكمال دراستهما الجامعية هناك.
شخصية راشد
نجحت شخصية راشد في مسلسل "سما عالمية" في لفت أنظار المشاهد لها، فهي من الشخصيات الدرامية التي تأسرك من أول حلقاتها وتجبرك على التركيز مها ومتابعة كلماتها.
وتجسد شخصية "راشد" قصة شاب كويتي يسافر الى القاهرة في نهاية الستينيات يحمل بداخلة شعلة التنوير وقبول الآخرين وحرية المرأة وإعلاء قيمة العلم.
ولعب الممثل حمد شخصية "راشد" بكفاءة مدهشة حملًا بين تفاصيلها كل الملامح الأصيلة للشخصية الخليجية المتنورة.
شخصية شيخة
تعد شخصية "شيخة" مثالًا صريحًا على الفتاة الكويتية الكلاسيكية التي عاشت في كنف والدها طوال حياتها على فكرة بأن "مكان المرأة هو بيت الزوجية فقط" و"لا وقت للدراسة"، وبارتباطها بـ"راشد" تنقلب حياتها رأسًا على عقب.
فبعد أن عاشت طوال حياتها في مساعدة والدتها في تدبير أمور المنزل والاهتمام بإخوتها، وجدت نفسها في بيئة جديدة (القاهرة)، تختلف اختلافًا جذريًا عما اعتادت عليه.
وفي صراع داخلي، باتت شخصية "شيخة" حائرة بين خلع العباءة طوال فترة تواجدها في القاهرة وبين ارتدائها لحظة عودتها الى ديارها نشهد حوارًا منفتحًا مع زوجها الذي يخبرها بأن "العباءة بالقلب والعقل".
مسلسل "سما عالية"
وتناول المسلسل في حلقاته الأولى حتى الآن قضايا تتعلق بالمجتمع الكويتي القديم وتحديدًا المرأة الكويتية والصعاب التي تواجهها عند خروجها الى بيئة جديدة سواء في بلدٍ جديدٍ أو جامعةٍ جديدةٍ.
كما يتناول مسلسل "سما عالية" بشكل عميق معاناة المرأة في مسيرة صراعها لنيل بعض حقوقها الإنسانية، ابتداءً من حق التعليم والعمل واختيار الشريك، وانتهاءً بكسر سقف المطالبة بهذه الحقوق، بما قد يفوق خيال المشاهد.