تكمن الخطوة الأكثر أهمية للعناية بالبشرة في تحديد وفهم نوع بشرتك، وكيفية تكيفها مع الظروف والمواسم المختلفة. يعتبر الجلد عضوًا معقدًا وذكيًا كالقلب والرئتين والكبد والأعضاء الحيوية الأخرى، لذا، فإن استخدام العلاجات والأدوية الجافة للغاية، حتى وإن كانت معتمدة على توصية أو وصفة طبية، قد يرسل إشارة لبشرتك بحاجتها إلى المزيد من الزيوت فتقوم بتكثيف إنتاجها والزيادة من دهنية البشرة.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي استخدام المنتجات الثقيلة إلى انخفاض إنتاج الزيوت الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف البشرة، أما البشرة المختلطة، فهي مزيج من النوعين معًا.
سنعرف في هذا المقال المزيد عن أنواع البشرة واحتياجاتها، وطرق موازنتها الأمر الذي يؤدي إلى بشرة أكثر صحة وإشراقًا، لنساعدك في إجابة سؤال: كيف أحدد نوع بشرتي، اهي دهنية أم جافة أم مختلطة؟
تحديد نوع البشرة
كما أشرنا سابقًا، فإن هناك 3 أنواع رئيسية للبشرة: البشرة الدهنية، والبشرة المختلطة، والبشرة الجافة. إليك طريقتين سهلتين لتحديد نوع بشرتك في المنزل:
تنظيف بشرة الوجه جيدًا بمنظف لطيف مع تجفيفها بلطف، ثم تترك البشرة دون وضع أي مستحضرات (كالمواد المرطبة، أو الأمصال، أو العلاجات الإضافية). بعد 30 دقيقة، يُفحص الخدّان والذقن والأنف والجبهة بحثًا عن أي لمعان. وبعد 30 دقيقة أخرى، على الشخص تقييم ما إذا كانت البشرة تشعر بالجفاف، خاصة في حال الابتسام أو استخدام أي تعابير وجه أخرى.
إذا ما كانت البشرة مشدودة، فمن المحتمل أن تكون البشرة جافة. أما في حال وجود لمعان ملحوظ على الأنف والجبهة، فمن المحتمل أن تكون البشرة مختلطة. أما إن كان هناك لمعان على الوجنتين بالإضافة إلى الجبهة والأنف، فمن المرجح كون الشخص من أصحاب البشرة الدهنية.
هذه الطريقة أسرع بكثير وغالبًا ما تستخدم لمعرفة البشرة الدهنية من البشرة الجافة. يمكن التربيت بلطف بورق نشاف على مناطق مختلفة من الوجه، ثم ترفع الورقة باتجاه الضوء لتحديد كمية الزيوت المرئية.
إذا ما التقطت الورقة القليل من الزيوت أو في حال عدم وجودها، فمن المرجح أن كون صاحب البشرة من ذوي البشرة الجافة. أما إذا أظهرت ورقة النشاف زيوتًا من الجبين ومناطق الأنف، فهذا يعني وجود بشرة مختلطة. أخيرًا، إذا كانت ورقة النشاف مشبعة بالزيوت، فمن المحتمل جدًا أن تكون البشرة دهنية النوع.
البشرة الجافة
قد تعاني البشرة الجافة من الضيق طوال اليوم ومن التقشر الملحوظ أيضًا. تعود طبيعة الجلد الجاف في البشرة إلى العوامل الوراثية والبيئية كنمط الحياة (اللايف ستايل)، والنظام الغذائي، والتغيرات الهرمونية، والمناخ.
نقص سوائل الجسم هو أيضًا سبب رئيسي لجفاف الجلد، لذا فإن شرب الكثير من الماء وتجنب مدرات البول مثل الكحول والكافيين يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مظهر بشرتك وشكلها.
العناية بالبشرة الجافة
يساعد التقشير اليومي بمكونات لطيفة على تعزيز دوران خلايا الجلد دون إزالة الزيوت الطبيعية للبشرة. ما يؤدي إلى تحرر البشرة من طبقة الجلد الميت والذي يعمل بدوره على امتصاص الأمصال والعلاجات بمزيد من السهولة.
وأفضل مرطبات البشرة الجافة هي تلك التي تحتوي على حمض الهيالورونيك، والغليسرين، والمنتجات التي تحتوي على بعض العناصر البحرية مثل الطحالب، نظرًا لقدرتها على جذب المياه وإدخالها إلى خلايا الجلد.
البشرة الجافة للرجال
يجب على الرجال من ذوي البشرة الجافة استخدام منظف لطيف يتبعه تونر خالي من الكحول، إضافة لاستخدام مرطب يومي. وقد يفيد مصل الترطيب أو زيت الوجه أو زيت اللحية أصحاب البشرة الجافة، ويمكن للرجال بعد ذلك وضع واقي الشمس أو اختيار مرطب يحتوي عامل حماية من الشمس، وهو مادة ضرورية جدًا لا غنى عنها للمساعدة في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
البشرة المختلطة
غالبًا ما يعاني الأشخاص ذوو البشرة العادية/المختلطة من جفاف الخدين، ولهذا السبب، من المهم استخدام مرطب لا يكون قوامه ثقيلًا جدًا غير أنه جيد بما يكفي للاحتفاظ بالرطوبة عند الحاجة. أما أولئك من أصحاب البشرة الطبيعية، فهم عرضة للحصول على منطقة تي (T) رطبة جيدًا في الوجه.
العناية بالبشرة المختلطة
التقشير اليومي اللطيف يحافظ على توازن البشرة، مع وجوب ترطيب البشرة جيدًا دون الإفراط في الترطيب. وللقيام بذلك على أحسن وجه، يمكن البدء بكمية صغيرة وزيادتها حسب الحاجة لتجنب الإفراط في ترطيب البشرة والضغط عليها.
البشرة المختلطة للرجال
يمكن أن يكون التعامل مع البشرة المختلطة أمرًا صعبًا لكونها مزيجًا من نوعين أو أكثر من أنواع البشرة المختلفة(كما يدل اسمها بوضوح). ويجب أن يكون الأشخاص ذوو البشرة المختلطة حذرين للغاية بشأن كيفية العناية ببشرتهم والمنتجات التي يستخدمونها، وذلك لأن بشرتهم أكثر عرضة لحدوث عيوب البشرة أكثر من أنواعها الأخرى.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون كيفية التعامل مع البشرة المختلطة، قد يكون من الصعب معرفة ما يجب فعله للاعتناء بالبشرة، ولكن بمجرد تحديد الأجزاء الجافة والدهنية، يمكنك تعديل روتينك وفقًا لذلك. قد يعني هذا استخدام منتجات مختلفة على منطقة T الدهنية مثل أقنعة التطهير والتقشير، بالإضافة إلى استخدام المزيد من منتجات الترطيب في المناطق الجافة مثل الأمصال والمرطبات.
عالج كل منطقة من الجلد باتباع كل نوع مما سبق واستخدام منتجات متعددة، أي عدم الاقتصار على استعمال منتج واحد فقط لوجهك بالكامل. قد يكون الأمر أصعب قليلاً لأصحاب البشرة المختلطة، ولكن ما يزال بإمكانك الحصول على بشرة رائعة المظهر إذا ما كنت تعتني بها بالشكل الصحيح.
البشرة الدهنية
يمكن أن تؤدي الزيوت الزائدة في كثير من الأحيان إلى انسداد مسام البشرة، ولكن الخبر السعيد هنا هو أن البشرة الدهنية تبدو أصغر سنًا وأكثر ليونة لأنها تحتوي على رطوبة أعلى من المعدل الطبيعي، ولذلك هي أقل عرضة للتجاعيد.
العناية بالبشرة الدهنية
التقشير الأنزيمي اليومي ضروري لتعزيز دوران الخلايا ومنع تراكم الزهم في مسام البشرة الدهنية، كما يعد المقشر ذو المكونات اللطيفة (دون مكسرات أو بذور) مفيدًا أيضًا للعناية بالبشرة الدهنية وموازنة لون البشرة ونسيجها.
البشرة الدهنية للنساء
البشرة الدهنية هي عرضة أيضًا لـ PIH (فرط تصبغ ما بعد الالتهاب)، وهي حالة تترك بقعًا داكنة على الجلد، ولكن يساعد التقشير على تفتيح هذه البقع الداكنة عن طريق تلميع الطبقات العلوية من الجلد وكشف الخلايا الجديدة كذلك. وعلى أولئك الذين يعانون من البثور المتوسطة إلى الشديدة النظر في استخدام مقشر يحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا لتسريع الشفاء ومنع الشوائب المستقبلية.
البشرة الدهنية للرجال
لدى معظم الرجال بشرة دهنية ، لذلك لست وحدك. على عكس ما قد تعتقد، زيوت الوجه شيء جيد في الواقع. نحن بحاجة إلى هذه الزيوت (الزهم) ، للمساعدة في تغذية وترطيب البشرة والشعر. ومع ذلك ، فإن وجود الكثير منها يمكن أن يؤدي إلى انسداد المسام، أو البثور المزعجة على وجهك.
ويتفاقم هذا الإزعاج باستخدام منتجات العناية بالبشرة الخاطئة أو المنتجات الصحيحة بشكل خاطئ. بغض النظر عن السبب الذي يجعل بشرتك دهنية بشكل مفرط. فبدلًا من عدم تقبل بشرتك اللامعة المعرضة لحب الشباب، فمن الأفضل البحث عن طرق ذكية للتعامل معها إذ يتحقق المظهر الأفضل عند التوازن. ولذا، من الضروري الاعتناء ببشرتك الدهنية ووضع المرطبات اللازمة، إذ إنها تحتاج إلى ترطيب وزيت للحفاظ على صحتها.
ملاحظة خاصة للبشرة الحساسة
قد تكون إدارة البشرة الحساسة أمرًا صعبًا، حيث يستغرق الأمر وقتًا وجهدًا كبيرين لتحديد المكونات التي تسبب الالتهاب والتهيج. لتسهيل هذه العملية، يفضل تجريب منتج جديد واحد فقط في كل مرة. وذلك عن طريق تجريبه على المنطقة خلف إحدى الأذنين قبل استخدامه على وجهك. تنطبق هذه القاعدة على مستحضرات العناية بالبشرة وتلك الخاصة بالتجميل أيضًا؛ وذلك للتقليل من ردود الفعل المحتملة على الوجه.
وننصح بالبحث عن المنتجات غير المزعجة والتي لا تسبب التحسس أو تهييج الجلد، والخالية من البارابين والعطور الاصطناعية والزيوت المعدنية ومنظفات الكبريتات والفثالات واليوريا و DEA أو TEA، حيث يمكن أن تؤدي هذه المكونات إلى الاحمرار والحكة.
يمكن أن تتغير احتياجات بشرتنا بمرور الوقت، ومن الضروري اتخاذ خطوات لتحديد هذه الاحتياجات بشكل أفضل للحصول على أفضل النتائج. ويبقي الحفاظ على صحة بشرتك والتحقق بانتظام منها لتحديد الحاجة إلى إجراء أي تعديلات على طقوسك الحالية، البشرة سليمة ومتوازنة وجميلة.
