على الرغم من أن العلم يعرف ما هي الأحلام، إلا أنه لا يزال غير معروف بالضبط لماذا نحلم، على الرغم من وجود الكثير من النظريات.
فالأحلام هي أنماط من المعلومات الحسية التي تحدث عندما يكون الدماغ في حالة راحة - كما هو الحال في النوم، ومن المفترض بشكل عام أن الأحلام لا تحدث إلا أثناء نوم حركة العين السريعة "الريم" - وذلك عندما يبدو أن الدماغ في حالة نشطة ولكن الفرد نائم وفي حالة شلل، ولكن أظهرت الدراسات أنها يمكن أن تحدث أيضًا خارج حركة العين السريعة.
وتظهر الأبحاث من دراسات النوم، أن الأحلام المرتبطة بـ"الريم" –نوم حركة العين السريعة- تميل إلى أن تكون أكثر خيالية وحيوية وملونة، في حين أن الأحلام في أنواع النوم الأخرى غير "الريم" تكون أكثر واقعية وتتميز عادة بالأسود والأبيض. كذلك تظهر الدراسات الحديثة عن الحلم أنه خلال الحلم (وخاصة الحلم المرتبط بنوم "الريم"، يكون المركز العاطفي للدماغ نشطًا للغاية بينما يتباطأ المركز العقلاني المنطقي للدماغ، وهذا يمكن أن يساعد في تفسير سبب كون هذه الأحلام أكثر عاطفية وسريالية.
وتقترح نظرية التطور أن الغرض من الأحلام هو أن تتعلم بطريقة آمنة كيفية التعامل مع المواقف الصعبة أو المهددة، في حين تشير نظرية "توطيد الذاكرة" إلى أن الأحلام هي نتاج ثانوي لإعادة تنظيم الذاكرة استجابة لما تم تعلمه على مدار اليوم.
وكلتا النظريتين تشتركان في شيء واحد على الأقل، وهو أنه خلال أوقات التوتر والقلق، إما أن نحلم أكثر أو نتذكر أحلامنا في كثير من الأحيان، كوسيلة للتعامل مع الظروف الصعبة والمعلومات الجديدة.
وهذا يتماشى أيضًا مع نظرية أخرى للحلم - الوظيفة التنظيمية للمزاج" -، حيث تتمثل وظيفة الأحلام في حل المشكلات العاطفية.
أحلام القلق والتوتر
في حين لا يوجد دليل على أننا نحلم أكثر عندما نكون مرهقين، تظهر الأبحاث أنه من المرجح أن نتذكر أحلامنا لأن نومنا كان أكثر فقراً، ونميل إلى الاستيقاظ في الليل بشكل متكرر.
وتظهر الدراسات أيضًا أن أحلام الأشخاص الذين يعانون من الأرق تحتوي على المزيد من المشاعر السلبية وأكثر تركيزًا على الذات، في ضوء سلبي، كما تميل إلى التركيز على ضغوط الحياة الحالية والقلق ويمكن أن تترك الفرد مع مزاج منخفض في اليوم التالي.
كما وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، أثناء خضوعهم للطلاق، يبدو أنهم يحلمون بشكل مختلف مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالاكتئاب؛ فهم يقيمون أحلامهم على أنها غير سارة.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن هؤلاء المتطوعين المحبطين الذين حلموا بزوجهم السابق كانوا أكثر عرضة للتعافي من اكتئابهم بعد ذلك بعام مقارنة مع أولئك الذين لم يحلموا بالزوج السابق.
والمشاركون الذين تغيرت أحلامهم بمرور الوقت، ليصبحوا أقل غضبًا وأكثر واقعية ، أظهروا أيضًا أفضل التحسينات، والسبب هو أنه على الرغم من أن حواسنا تضعف أثناء النوم مع غياب الرؤية تمامًا، يتم تسجيل معلومات حسية قوية، مثل التنبيه، وفي بعض الحالات يتم دمجها في الحلم نفسه.
وفي أوقات التوتر نكون أكثر يقظة للتهديد (على المستويات المعرفية والعاطفية والسلوكية)، لذلك من المنطقي أننا نكون أكثر احتمالًا لدمج الإشارات الداخلية والخارجية في أحلامنا، كوسيلة لإدارتها، وهذا قد يفسر هذه التغييرات في أحلامنا ، عندما نكون قلقين أو مكتئبين أو ننام بشكل سيئ.
كيف تنام بشكل أفضل؟
التفكير الحالي هو تقليل الضغط قبل النوم وإدارة النوم الجيدة - مثل الحفاظ على روتين نوم ثابت، واستخدام غرفة النوم فقط للنوم، والتأكد من أن غرفة النوم باردة ومظلمة وهادئة وخالية من أي شيء يثير أو يقلل من الاستيقاظ في الليل والأحلام السلبية المرتبطة بالتوتر.
ومع ذلك، باستخدام تقنية تسمى (Imagery Rehearsal Therapy (IRT، والتي تستخدم بشكل رئيسي لعلاج الكوابيس في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ويبدو أن التوتر والقلق المرتبطين بالكوابيس والأحلام السيئة وكذلك تواتر الأحلام السيئة يمكن تقليله.
ويتم تحقيق ذلك من خلال إعادة تصور نهاية الحلم أو سياق الحلم، مما يجعله أقل تهديدًا.
وهناك أيضًا أدلة على أن IRT فعال في الحد من الكوابيس عند الأطفال، وعلى الرغم من أنه يُعتقد أن IRT ناجح من خلال منح الحالم شعورًا بالسيطرة على الحلم، إلا أن هذا لم يتم دراسته جيدًا في الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن تعليم الأشخاص الذين يعانون من الأرق أن يكونوا على دراية أثناء الحلم والتحكم في الحلم، لا يقلل فقط من أعراض الأرق ولكن أيضًا يقلل من أعراض القلق والاكتئاب، وربما يكون المفتاح إذن هو إدارة الأحلام بدلاً من محاولة إدارة الإجهاد - خاصة في الأوقات المضطربة.