يبدو أنه أصبح من الطبيعي أن تسمع عن سيدة ما قام زوجها بتعنيفها وضربها وكاد أن يقتلها وتعود معه إلى المنزل بعد ذلك كأن شيء لم يكن، لتتحول في النهاية إلى قتيلة جديدة من سلسلة ضحايا العنف ضد المرأة.
ودائمًا ما تكون هناك تبريرات قد يجدها البعض مقنعة، فهي لا يمكنها أن "تخرب" البيت لوجود أطفال، أو لعدم وجود مردود مادي له، أو ببساطة لأن الزوج "عصبي ولا يتمالك أعصابه بس يعصب".
أما إسراء عماد السيدة المصرية المعنفة من قبل زوجها، والتي عرفها الرأي العام المصري بعد أن انتشرت صورة لها بعد تعرضها لإصابات متفرقة بالوجه والصدر والرأس كادت أن تودي بحياتها بعد أن عنفها زوجها بتحريض من والدته.
وقف أهل اسراء معها واهتموا بها وشجعوها على رفع قضية بحق زوجها، لتفأجأهم هي بدورها وتقوم بسحب الشكوى المقدمة في شهر مارس الماضي أي بعد ما يقارب الثلاثة شهور.
وفي التفاصيل، صرحت والدة إسراء للوسائل إعلام محلية في مصر، أن ابنتها إسراء تنازلت عن حقها في القضية دون علمها قبل أن تعود لمنزل زوجها بعد تبرأها من عائلتها.
وكانت اسراء عماد تتواصل مع زوجها عبر الهاتف حتى أقتعها بالتنازل، وأوضحت والدة إسراء: "كان بيقولوا إن اللي عمله دا بسبب حبه ليها غيرته عليها، ومحسش بنفسه إلا لما وصلها المستشفى".
وأضافت: "وبعد تلك المكالمات واستعطاف زوجها لها، قررت ابنتي التنازل عن حقها لكنني منعتها مرارًا وتكرارًا، لكنها لم تستجب لي وعادت له دون علمي مستغلة عدم تواجدي بالمنزل وذهبت برفقة محامي زوجها للتنازل عن القضية".
وبعد قيام إسراء بالتنازل عن المحضر المحرر ضد زوجها بالشروع في قتلها، أتى قرار إخلاء سبيل الزوج الذي من ديوان القسم بعد حبس استمر 60 يومًا، ونقضت القضية بالتصالح.
لتترك خلفها ألف سؤال عن سبب تنازلها، كما من الممكن أن تكون فقدت الكثير من الدعم في الشارع المصري في حال تعرضها للتعنيف مرةً وآخرى، فهي أصبحت المسؤؤلة الوحيدة عن سلامتها.