تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
بوما وأديداس
بوما وأديداس

الصراع بين بوما وأديداس أحدث انقسام بين سكّان مدينة ألمانية صغيرة على مدار 70 عامًا!

2020-02-17

قبل 70 عامًا بالضبط، أسس "Adolf Dassler" العلامة التجارية الرياضية "Adidas"، وبعد عام فقط قام قام شقيقه "Rudolf Dassler" بإنشاء علامة تجارية منافسة مشهورة تحمل اسم "Puma".

وبالعودة إلى تاريخ هذه العلامات التجارية ذات الشهرة العالمية، ستجد أنها نشأت بسبب شجار عائلي، ولولا ذلك لما كان اليوم وجود لأديداس أو بوما .

وتعود جذور هذه القصة المتعلقة بهذه العلامات التجارية إلى أن الأخوان عملا سويًا في الأحذية الرياضية عام 1919، وحتى هذا اليوم لا أحد يعلم السبب الذي دفع الأخوان داسلر إلى الانفصال، حتى عند وفاتهما تم دفن كل منهما في مقبرة بعيدة عن الأخرى. 

ومع ذلك، لم يكن يعلم الأخوان داسلر أن هذا التنافس بينهما سيغير شكل صناعة السلع الرياضية إلى الأبد، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لنزاع داسلر وتأسيس هذه العلامات التجارية، قامت "Business Insider" بزيارة إلى المدينة الألمانية التي نشأت فيها هذه العلامات لمعرفة كيف لا تزال هذه العلامات التحارية تسيطر على المشهد حتى هذا اليوم.


تاريخ بوما وأديداس بدأ من هذا المنزل!

قام الأخوان رودولف وأدولف داسلر بخياطة أول أحذية رياضية لهما في غرفة الغسيل في بلدة هرتسوغن آوراخ في عام 1927، ومع مرور الوقت زاد عدد العاملين لديهما خلال فترة قصيرة إلى 12 موظفًا وتم إجبار الأخوة على العثور على مكان آخر. 

والانطلاقة الكبيرة للأخوان داسلر كانت مع قدوم الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين، حيث أنهم زودوا الرياضيين المشاركين بالأحذية الرياضية وحصل من بين هؤلاء الرياضيين الذين شاركوا على سبع ميداليات ذهبية وخمس ميداليات فضية وبرونزية بينهما. 

وقال المؤرخ مانفريد ويلكر في مقابلة مع "Business Insider": "من المحتمل أن تكون الشركة قد تجازوت كل التوقعات الخاصة بها، ولكن بعد ذلك جاءت الحرب". 
 

بعد الحرب العالمية الثانية..حدث الانقسام بين الأخوان رودولف وأدولف داسلر 

خلال الحرب الثانية، تم تحويل المصنع الخاص بالأخوان داسلر إلى مصنع للأسلحة، وبعد انتهاء الحرب بدأ إنتاج الأحذية مرة أخرى، ولكن في 1948 وقع الخلاف بين الإخوة وحتى هذا اليوم لا أحد يعلم السبب ولا حتى أحفادهم، على الرغم من وجود العديد من النظريات التي تشرح ما حدث. 

من بين النظريات هو أن رودولف تم اعتقاله عام 1945 وكان السبب وراء ذلك شقيقه أدولف الذي أعطى الأمريكيين معلومات للإيقاع به وابعاده عن طريقه، وبحسب نظرية أخرى كان أدولف يشعر بالغيرة من شقيقه، فقد تردد أن شيئًا ما قد حدث بين رودولف وزوجة شقيقه والذي كان معروفًا عنه بأنه زير نساء. 
 

لم يكن الخلاف مؤثرًا فقط على الأخوة داسلر وموظفيهم..بل أثر على المدينة بأكملها!

لم ينجو أي شخص في هرتسوغن آوراخ من الشجار الذي وقع بين هذه العائلة، حيث قال المؤرخ ويلكر: "في ذلك الوقت، كان هناك شخص واحد على الأقل من كل عائلة يعمل لدى إحدى الشركتين". 

المعركة بين الأخوة انتقلت حتى إلى الملاعب الرياضية!

لسنوات عديدة، كان هناك نادي لكرة القدم من أديداس ونادي آخر لبوما، ولا يزال نادي " "FC Herzogenaurach يرعاه بوما، في حين ترعى شركة أديداس " ASV Herzogenaurach".

وكان الرياضيون في هذه النوادي غير مضطرون للقلق بشأن أي شيء من الأحذية والحقائب وحتى القمصان، فقد تم توفير كل شيء.
ومع انسحاب ورثة داسلر من بوما وأديداس في التسعينيات، انخفضت مشاركة الشركات في المدينة الأم التي نشأت فيها هذه العلامات. 


أحفاد مؤسسين العلامات التجارية المشهورة متواجدين حتى هذا اليوم

يقال إن المشاجرات الخاصة بعائلة داسلر وصلت إلى درجة أن كل منهما كان يذهب إلى مخبز مختلف، وكل منهما كان يتعامل مع جزار، وكذلك كان يذهب كل منهما إلى حانة منفصلة حتى لا يلتقي أي أحد مع الآخر.

وقال مايكل داسلر حفيد مؤسس بوما: فكرة أن يذهب موظفو أديداس إلى متجر يتردد عليه موظفو بوما لم يكن شيئًا مقبولًا للطرفين، لقد كان الحال بالفعل أن السكان حدث الانقسام بينهم". 
 

الانقسام في المدينة حتى هذا اليوم!

عندما تتجول في مدينة هرتسوغن آوراخ اليوم، فإن عدد الأشخاص الذين يرتدون ملابس تحمل علامات تجارية هو مذهل حقًا، فستجد الكبير والصغير يرتدي إما بوما أو أديداس. 

وقال عمدة المدينة عن هذا الأمر: "إذا دخل شخص ما من الباب، فإن نظرك لا يزال تركيزه على الأحذية"، وبالفعل فإن مدينة هرتسوغن آوراخ يطلق عليها أيضًا اسم "مدينة النظرة المنخفضة".

وحتى اليوم، لا يزال موظفو الشركتين يضايقون بعضهم البعض من خلال ملابسهم عندما يجتمعون في الشارع، ولكن هذه الأيام تحوّل الأمر وأصبح أكثر متعة.

ومع ذلك، نادرًا ما يقوم أحد السكان بالجمع بين العلامتين التجاريتين في ما يرتديه من ملابس، حيث يمكنك المرور عبر ملعب كامل ممتلئ بالأطفال ستجدهم يرتدون علامة تجارية واحدة من الرأس وحتى القدمين. 
 

بعد هذه المنافسة الشرسة، أصبحت أديداس وبوما اليوم من العلامات التجارية العالمية

قال المؤرخ مانفريد ويلكر: "دفع الأخوان بعضهما البعض إلى المنافسة المتبادلة والتي بدورها عززت الأعمال وأصبحت أسرع وأفضل". 

بعد وفاة رودولف في عام 1974 وشقيقه أدولف في عام 1978، تولى أبنائهم الأعمال من بعدهم، وبعد ذلك أصبحت كلتا الشركتين في تسعينيات القرن الماضي شركات عامة محدودة ولم تعد ملكًا للعائلة. 
 

اليوم وصل عدد موظفين أديداس حوالي 5700 شخص في 100 دولة

تبلغ قيمة شركة أديداس حاليًا حوالي 51 مليار دولار، مما يجعلها تحتل المرتبة الثانية في الصناعة خلف شركة نايكي.
 

مقر  شركة بوما لا يزال في هرتسوغن آوراخ، على بعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام من أديداس

يعمل اليوم في هذه الشركة حوالي 1300 موظف وتبلغ قيمة الشركة حاليًا حوالي 6.95 مليار دولار.


في عام 2009، دفنت الشركتان الخلافات من خلال لعبة ودية

بعد عقود من الصراع بين هاتين العلامتين التجاريتين، قرر كل منهما تحقيق سلامًا رمزيًا من خلال مباراة ودية في عام 2009، وكانت اللعبة قد تم إجراءها في يوم الأمم المتحدة للسلام العالمي، لتكون أول مبادرة مشتركة بين الشركتين بعد سنوات من الصمت والخلاف. 

وظهرت الفرق مختلطة كدليل على المصالحة، حيث ظهر مدير أديداس هربرت هاينر برفقة المدير التنفيذي لشركة بوما، إلّا أن ذلك لم يمنع  أي من الطرفين من مواصلة ولائهما للشعار الخاص بالعلامة التجارية، حيث أن كل شخص ارتدى القمصان الخاصة بشركته، وبينما كان هناك ود على أرض الملعب، إلّا أنهم سيظلون منافسين للأبد، على الأقل في السوق. 

بوما وأديداس بوما أديداس أزياء puma adidas

احدث المقالات